القاهرة (رويترز) - أعلنت وزارة الثقافة المصرية يوم الثلاثاء عن بدء مشروع يستغرق خمس سنوات لترميم مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ امون في جنوب البلاد بالتعاون مع معهد بول جيتي للترميم بالولايات المتحدة.
وقال زاهي حواس الامين العام للمجلس الاعلى للاثار في بيان ان مشروع ترميم المقبرة سيحميها مما كانت ستتعرض له فبعض جدرانها كان عليها "بعض من البقع غامقة اللون" وان ترميم المقبرة سيعديها "الى رونقها الاصلي" منذ اكتشافها قبل أكثر من 87 عاما.
ويرى أثريون أن العثور على مقبرة توت عنخ امون من أعظم الكشوف الاثرية في التاريخ وكانت حديث العالم حين اكتشفت في منطقة وادي الملوك بالاقصر على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة في نوفمبر تشرين الثاني عام 1922 وبها أكثر من خمسة الاف قطعة أثرية.
ويعد توت عنخ امون من اخر ملوك الاسرة الفرعونية الثامنة عشرة (نحو 1567-1320 قبل الميلاد) وتوفي نحو 1352 قبل الميلاد وهو دون الثامنة عشرة بعد أن حكم مصر تسع سنوات. ولايزال موته الغامض لغزا.
وقال حواس ان للملك الصغير ومقبرته "سحرا خاصا يجب المحافظة عليه للاجيال القادمة" موضحا أنه مقارنة بالمقابر الاخرى في وادي الملوك تعتبر مقبرته "من أبسط المقابر" وهي مزينة بنقوش ومناظر جنائزية ولوحظ ظهور بعض البقع الداكنة على أسطح هذه المناظر "منذ عصر (مكتشف المقبرة) هاوارد كارتر (1874-1939) ولكن لم يتم التعرف أبدا على مصدر وطبيعة هذه البقع."
ونسب البيان الى تيم والين مدير معهد بول جيتي للترميم قوله ان مشروع الترميم سيشمل اجراء أبحاث علمية شاملة ودراسات دقيقة لمعرفة أسباب ظهور هذه البقع اضافة الى وضع برنامج وخطة طويلة المدى لضمان الحفاظ على المقبرة.
وقال البيان ان المشروع سينفذ على مرحلتين وتشمل الاولى الدراسات اللازمة لمعرفة الحالة الراهنة للجدران والرسوم الخاصة بالمقبرة أما المرحلة الثانية فتشمل أعمال الترميم.
وكان معهد بول جيتي تعاون في نهاية الثمانينيات مع المجلس الاعلى للاثار بمصر في ترميم المناظر الخاصة بمقبرة الملكة نفرتاري زوجة الملك رمسيس الثاني اضافة الى التعاون في مشروعات أخرى منها واجهات العرض الخاصة بالمومياوات الملكية بالمتحف المصري بالقاهرة والمراقبة الجوية في منطقة أهرام جنوب القاهرة :farao: