منذ سنوات والصربي سلافومير ج. يحاول الحصول على إجازة قيادة السيارة كي يتمكن من العمل كسائق تاكسي في مدينة زيغن، في ولاية الراين الشمالي ووستفاليا، بغرب ألمانيا، إلا أن صعوبة اللغة الألمانية وقفت عائقا أمام نجاحه في عدة امتحانات، وبناء عليه لجأ إلى أكثر سبل الغش تطورا، بمساعدة عصابة «إلكترونية»، كي ينجح في امتحان القيادة.
ما لم يعرفه الصربي هو أن الشرطة كانت تراقب العصابة منذ فترة بسبب شكوك حول نشاطها التجسسي في مجال الغش في الامتحانات. ويظهر أن للعصابة سجلا لدى شرطة زيغن في مجال مساعدة طلبة المدارس والجامعات في الغش. فقد ذكر مصدر في الشرطة أن العصابة تتألف من 3 أشخاص من ولاية بادن فورتمبرغ، بجنوب غربي البلاد، وهذا يعني أن أفرادها كانوا يوفرون خدماتهم التجسسية على مستوى ألمانيا. وكانوا يستخدمون كادمنا صغيرة مدمجة في نظارة الممتحن تنقل صور الأسئلة إلى كومبيوتر في السيارة، ومن ثم يشاهد الثلاثة السؤال، ثم يبثون الرد الصحيح لا سلكيا إلى مكبر صوت مدمج في النظارة أيضا. كذلك كان الثلاثة يستخدمون سيارة نقل ذات زجاج أسود وضعوها قرب مبنى شرطة المرور. وحسب تصريح الشرطة كانت السيارة مليئة بأجهزة المراقبة والتنصت والاتصالات الحديثة التي يستخدمها الجواسيس في عملياتهم. وفي المقابل، استخدمت الشرطة أجهزة إلكترونية متطورة أيضا للكشف عن سيارة العصابة – أو «وكرها» النقال - في الشوارع القريبة من مكان الامتحان. كما أشركوا في الامتحان شرطية متخفية كانت تستخدم نفس تقنيات العصابة للاتصال برجال الشرطة ومراقبة سلافومير ج. ولاحقا، اعترف سلافومير بأنه حصل على خدمات شبكة التجسس السرية مقابل 1000 يورو ولمدة يوم واحد. ولذا اكتفت الشرطة بحرمانه من أداء امتحان قيادة السيارات لمدة سنة واحدة، يحق له بعدها مواصلة محاولاته.
يبقى القول: إن الشرطة سمحت له بالانتهاء من الامتحان في البداية كي تكشف فعالية طريقة الغش الإلكترونية، واكتشفت أن سلافومير نجح فعلا في الامتحان قبل أن يفاجئوه. وأعاد رجال الشرطة امتحانه، بعد القبض على العصابة التي تعينه في الغش، فارتكب 95 غلطة كانت ستتسبب حتما في حرمانه من قيادة السيارة في شوارع ألمانيا.