قوات الجيش المصري تفض اعتصاما قرب وزارة الدفاع بعد اشتباكات
القاهرة 4 مايو أيار (رويترز) - أعلن المجلس العسكري الحاكم في مصر حظر التجول في منطقة العباسية ووزارة الدفاع والطرق المؤدية لها من 11 مساء الجمعة وحتى السابعة من صباح السبت، وذلك بعد أن فضت قوات الجيش اعتصاما قرب مقر وزارة الدفاع في شمال القاهرة بعد اشتباك مع المعتصمين ومتظاهرين جاءوا لتأييدهم سقط خلاله عشرات المصابين بحسب مصادر أمنية وطبية.
وبعد الاشتباك الذي استمر ساعات أطلقت قوات الجيش وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع على المعتصمين والمتظاهرين الذين كانوا يلقون الحجارة والذين فروا مئات الأمتار أمام القوات المتقدمة.
وارتفع دخان أسود فوق الشارع الذي كان فيه الاعتصام ويرجح أن
النار أشعلت في خيام ومتعلقات المعتصمين الذين بدأو احتجاجهم قرب
الوزارة قبل أسبوع.
وتظهر الاشتباك أجواء التوتر التي تصاحب انتخابات الرئاسة التي بدأت
حملتها رسميا يوم الاثنين.
وتسبب استبعاد القيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل من قائمة
المرشحين وإعادة أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك إلى القائمة بعد
أن استبعد منها في مظاهرات احتجاج والاعتصام الذي بدأه سلفيون مؤيدون
لأبو إسماعيل ثم انضم إليهم نشطاء ليبراليون.
وفي باديء الأمر تبادل المتظاهرون وقوات الجيش الرشق بالحجارة اليوم
وكان ذلك بعد ساعات من بدء مظاهرات حاشدة مناوئة للمجلس العسكري الذي
طالبه المتظاهرون بإلغاء حصانة ممنوحة للجنة الانتخابات الرئاسية.
وقام متظاهرون بنقل ثمانية من زملائهم مصابين بجروح في الرأس جراء
الرشق المتبادل بالحجارة في الدقائق الأولى من الاشتباك. كما نقلوا آخرين
يبدو أنهم مصابون فوق دراجات نارية إلى سيارات إسعاف تقف في مكان قريب.
وبث التلفزيون المصري لقطات بينت نقل جنود مصابين من مكان الاشتباك.
وقالت وزارة الصحة في بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط إن عدد
المصابين بمختلف الإصابات بلغ 59 مصابا.
وبعد أكثر من ساعة من بدء الاشتباك أطلقت قوات الجيش قنابل الغاز
المسيل للدموع بغزارة مما تسبب في إصابة العشرات بالاختناق.
وقال شاهد عيان إن قنابل الغاز المسيل للدموع أبعدت المتظاهرين في
البداية عشرات الأمتار عن سلك شائك يقف خلفه الجنود المكلفون بتأمين مقر
الوزارة.
وحلقت طائرة حربية على ارتفاع منخفض فوق مكان الاشتباك وهتف
متظاهرون "الشعب يريد إعدام المشير" في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي
رئيس المجلس العسكري.
وأطلق متظاهرون ألعابا نارية صوب الطائرة.
وكان متظاهرون انتزعوا ألواحا من الصاج من مشروع قريب خاص بمترو
الأنفاق وأقاموا بها حاجزا للاحتماء خلفه من الحجارة التي يلقيها مجندون
لكنهم فروا بعد إطلاق قنابل الغاز.
وفي بداية الاشتباكات استخدمت قوات الجيش خرطوم مياه في محاولة لاجبار
المتظاهرين على التراجع.
وقال شهود عيان إن الاشتباكات بدأت بعد محاولة متظاهرين إزالة جزء
من السلك الشائك الذي وقف وراءه مئات من الجنود القائمين بتأمين مقر
الوزارة ومنشآت عسكرية مجاورة.
ولأول مرة منذ شهور توحد إسلاميون وليبراليون في الدعوة لإنهاء الإدارة
العسكرية بحلول نهاية الشهر المقبل وأن تكون انتخابات الرئاسة التي ستبدأ
هذا الشهر حرة ونزيهة.
لكن انقساما وقع بين الجانبين في ميدان التحرير بعد أن طالب نشطاء
ليبراليون ألوف المتظاهرين في الميدان بالتوجه إلى ميدان العباسية حيث
دارت الاشتباكات ورفض المتظاهرون الإخوان ندائهم.
وقالت ناشطة من فوق منصة لمجموعة تسمي نفسها "ثوار بلا تيار" موجهة
حديثها إلى النشطاء الإخوان "أنتم خونة وستظلون ما بقي من حياتكم
خونة."
ورد عليها ناشط من منصة الإخوان قائلا "لسنا خائنين. المفترض أن من
يعبر عن رأيه يعبر من غير إهانة أو تجريح. لن نذهب إلى وزارة الدفاع تجنبا
للاحتكاك بالجيش."
وأضاف "الهجوم على وزارة الدفاع يعتبر هدما لكيان الدولة."
وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان في صفحة حزب الحرية والعدالة على
موقع فيسبوك "لم ولن يذهب الإخوان إلى ميدان العباسية وليس لنا علاقة
بالمصادمات هناك."
ويقول المجلس العسكري إنه لن يتأخر عن تسليم السلطة لرئيس منتخب في
الموعد المحدد لكنه يصر على حصانة ممنوحة للجنة الانتخابات الرئاسية من
الطعن على قراراتها قائلا إن منصب رئيس الدولة لا يحتمل الطعن على شاغله
أمام المحاكم.
وشارك ألوف النشطاء بينهم إخوان مسلمون في مظاهرة بمدينة الإسكندرية
على البحر المتوسط أمام مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية. وأغلق
المتظاهرون شارعين يطل عليهما المقر.
وشارك مئات النشطاء في مظاهرة في مدينة السويس شرقي القاهرة سادها
انقسام وهتافات عدائية متبادلة بعد وقت بين نشطاء ليبراليين وآخرين من
الإخوان المسلمين.
وكان نشطاء اعتصموا قرب مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية أمس
الخميس.
وفي مختلف المظاهرات تردد الهتاف الذي يقول "يسقط يسقط حكم العسكر."
(شارك في التغطية سعد حسين ورباب يوسف وأحمد طلبة من القاهرة وهيثم
فتحي من الاسكندرية - تحرير أحمد حسن )