ضيق الوقت لم يسعف زيكو في اول تجربة رسمية مع العراق حقق
المنتخب الاردني انتصارا ثمينا مضيفه العراقي في عقر داره بالفوز بهدفين
نظيفين في المباراة التي اقيمت اليوم الجمعة على ملعب فرانسو الحريري
بميدنة اربيل بحضور جماهيري كبير وذلك افتتاح دور المجموعات للتصفيات
الاسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقررة في البرازيل 2014.
ونجح المنتخب الاردني في التعامل مع معطيات المواجهة بمنطقية عندما لعب
بطريقة دفاعية مع الاعتماد على شن هجمات سريعة اثمرت عن تسجيل هدفين على
مدار شوطي المباراة حملت امضاء حسن عبد الفتاح وعبدالله ذيب.
وكانت المباراة قد توقفت لبضع الوقت بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن
الملعب قبل أن تعود الكهرباء وتستكمل الدقائق العشرة المتبقية لنهايتها.
وبالعودة الى أجواء المباراة فان البداية جاءت حذرة من كلا المنتخبين مع
أفضلية نسبية للمنتخب العراقي حيث شكلت انطلاقات علاء عبد الزهرة من جهة
اللاعب الاردني الشاب خليل بني عطية مصدر ازعاج دائم للمنتخب الاردني
وسرعان ما أرسل عبد الزهرة انذارا شديد اللهجة للمنتخب الاردني حينما انسل
داخل منطقة الجزاء واطلق تسديدة قوية نابت فيه العارضة عن شفيع في تحويلها
الى خارج ارض الملعب.
كان طبيعي أن يعلن المنتخب العراقي عن هذه البداية الهجومية القوية، فهو
يتطلع لاستثمار عاملي الارض والجمهور ، وكان على المدير الفني للمنتخب
الاردني عدنان حمد ان يطالب لاعبيه بقتل اللعب لامتصاص اندفاع المنتخب
العراقي لكن اصرار لاعبي منتخب الاردن وخصوصا بهاء عبد الرحمن وعامر ذيب
على ارسال الكرات الطويلة صوب حسن عبد الفتاح واحمد هايل في الامام لم يكن
مجديا البتة في ظل تباعد المسافات بين اللاعبين وهو ما منح العراق الافضلية
في بناء هجماته دون ادنى مخاوف من الهجمات الاردنية.
حمد تعامل مع واقع المنتخب العراقي بمنطقية حيث اعتمد على طريقة دفاعية
بحتة وكان نواياه كانت تنحصر بتحقيق نتيجة التعادل أو خطف هدف الفوز من
هجمة مرتدة حيث تواجد بشار بني ياسين برفقة انس بني ياسين و باسم فتحي
وشادي ابو هشهش وخليل بني عطية في الخط الخلفي مع مساندة واضحة من بهاء عبد
الرحمن فيما لم تأت الكرات العرضية التي كان يرسلها عبدالله ذيب بعمق
المنطقة العراقية بالمطلوب في ظل قلة الكثافة العددية للمنتخب الاردني وهو
مامنح الامان لرباعي دفاع العراق باسم عباس وسامال سعيد وعلي حسين رحيمة
وسلام شاكر.
في المقابل اعتمد المنتخب العراقي على تنويع خياراته الهجومية وتحديدا من
الاطراف او التوغل من العمق وظهر التجانس واضحا بين قصي منير ونشأت اكرم
وهوار الملا محمد وكرار جاسم الذين عمدوا لامداد عبد الزهرة ويونس محمود
بكرات نموذجية للتهديد مرمى شفيع لكن الانكماش الدفاعي للمنتخب الاردني
ساهم في وأد المحاولات العراقية رغم خطورتها.
قلنا ان حمد تعامل بواقعية مع معطيات المنتخب الاردني وأغلق كافة المنافذ
المؤدية لمرمى شفيع عبر انتهاج سياسة الانكماش الدفاعي، معتمدا على الهجمات
المرتدة ومن احداها جاء المطلوب عندما كان عامر ذيب يطلق في الدقيقة (42)
كرة عرضية استقبلها(الثعلب) حسن عبد الفتاح القادم من الخلف وحوّل مساره
نحو الشباك معلنا تقدم الاردن بالشوط الاول بهدف دون رد.
جهز المنتخب الاردني (مفاجأة) جديدة من العيار الثقيل مطلع الشوط الثاني
حينما ناقض التوقعات وانطلق في بناء هجمات سريعة فاحت عبرها رائحة الخطورة،
وفي الوقت الذي كان فيه حارس مرمى المنتخب الاردني عامر شفيع يتصدى ببسالة
لانفراد عماد محمد، كان عامر ذيب ينطلق بهجمة مرتدة ليعكس الكرة على رأس
المندفع من الخلف عبدالله ذيب تصدى لها الحارس محمد كاصد لترتد امام
عبدالله ذيب مجددا ويحاور مدافعا ويسدد بقوة داخل الشباك الهدف الاردني
الثاني بالدقيقة (47).
الهدفان كانا كفيلان ليقوضا اطماع المنتخب العراقي حيث شهد مستواه الفني
تراجعا واضحا مما دفع المدير الفني زيكو لاجراء سلسلة تبديلات هجومية بحثا
عن تقليص النتيجة وعادت العارضة لتحرم المنتخب العراقي من هدف اخر عندما
انبرى يونس محمود لتنفيذ ضربة حرة مباشرة، في الوقت الذي حافظ فيه المنتخب
الاردني على توازنه وتحسب جيدا لردة فعل المنتخب العراقي التي لم تكن فاعلة
نتيجة ضعف التركيز التي انتابت لاعبي العراق بعد الهدفين، لتمضي الدقائق
ويخرج الاردن منتشيا بفوز ثمين ومستحق.
حمد حاول المحافظة على تقدمه من خلال تهدئة ايقاع المباراة واستهلاك الوقت
وقام بالزج بعدي الصيفي مكان احمد هايل ومحمود شلباية مكان عامر ذيب لتجديد
حيوية قوته الهجومية، فيما كان زيكو يكتفي بتوجيه لاعبيه دون ان يكون
لتعليماته أي تحسن على اداء منتخب العراق الذي كان يسلم مع مضي الوقت امره
للأمر الواقع.