جلجل أصداء قلاقل مصر في زوايا العالم.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد في معرض تعليقه على أحداث مصر
وتونس واليمن في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن
المظاهرات في مصر وتونس واليمن تطلق "حقبة جديدة" في الشرق الأوسط ويتعين
على الحكام العرب بذل المزيد من الجهود لتلبية طموحات شعوبهم الاقتصادية
والسياسية.
وأشار إلى أن لديه وقتا أكثر من الرئيس حسني مبارك لكي يجري إصلاحات لأن معارضته لإسرائيل وأمريكا جعلت موقعه أفضل في بلاده.
وقال الرئيس الأسد إنه يجب على الحاكم أن يكون قريبا جدا من
معتقدات شعبه.. "هذه القضية الأساسية وحيث يوجد تباعد ستجد هذا الفراغ الذي
يخلق الاضطرابات".
وأكد أن التسلسل الهرمي الحاكم في سورية يرتبط ارتباطا وثيقا بمعتقدات الشعب وانه لا يوجد سخط جماهيري.
وقال الرئيس السوري إنه سيجري إصلاحات سياسية هذا العام من
خلال إجراء انتخابات بلدية ومنح المنظمات غير الحكومية المزيد من السلطات
وسن قانون جديد للإعلام.
غير أن الرئيس الأسد استبعد تبني إصلاحات سريعة وجذرية مثل
التي ينادي بها المتظاهرون في شوارع القاهرة وتونس لأن بلاده تحتاج إلى
بناء المؤسسات وتحسين التعليم قبل انفتاح النظام السياسي في سورية محذرا من
أن المطالب بالإصلاحات السياسية السريعة قد يكون لها ردة فعل سلبية في حال
لم تكن المجتمعات العربية جاهزة لها.
وقال الأسد إنه يشارك الولايات المتحدة هدفها في القضاء على تنظيم القاعدة لكنه شدد على أن إيران حليف أساسي لسورية.
وفيما يخص محادثات السلام قال الرئيس السوري إن سورية منفتحة
على المفاوضات مع الإسرائيليين حول هضبة الجولان غير أنه قال إنه لا يظن أن
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مستعد للانخراط في العملية مثل
سلفه إيهود أولمرت الذي قال إنه اقترب معه من التوصل لاتفاق في عام 2008.
ونفى الأسد الاتهام التي توجه إلى حكومته بتسليح حزب الله،
واستبعد الأسد من ناحية أخرى احتمال منح الوكالات الدولية للطاقة الذرية
ولوجا أكبر للتحقيق بمشاريعها النووية قائلا "هذه المرة طلبوا من سورية
توقيع بروتوكول إضافي.. حتى يأتوا في أي وقت".
وأضاف "لا، لن نوقع.. هذا أمر يمس السيادة.. حتى يأتوا في أي
وقت ويفحصوا أي شيء تحت مسمى التفتيش عن الأنشطة النووية.. لدينا أسرار
كثيرة مثل أي دولة أخرى ولن يسمح لهم أحد بتفتيشها".
وبالإضافة إلى تونس ومصر شهدت الجزائر ولبنان والأردن مظاهرات احتجاج وكذا السودان.
كما يخشى حكام دول أخرى خارج منطقة الشرق الأوسط أن يطالب المواطنون بإصلاحات سياسية.
وقد ذكرت وكالات أنباء عالمية أن السلطات الصينية تمنع مناقشة
الاضطرابات في مصر على شبكة الإنترنت. وامتنعت الصحف الصينية الرئيسية عن
نشر أي صور عن أحداث مصر. وعرض التلفزيون الصيني مشهدا من لقاء الرئيس
المصري حسني مبارك مع المسؤولين السياسيين والعسكريين الكبار، غير أنه لم
يعرض أي مشهد من الاضطرابات في شوارع القاهرة.
(وكالة نوفوستي للأنباء 1/2/2011)