(البنجر) معادلة نباتية فريدة بين السكر والطاقة
يغيب البنجر عن المائدة المصرية رغم فوائده المتنوعة التى عرفتها حضارات قديمة، فقد استخدمت جذوره فى الطب الشعبى التقليدى لتسهيل التئام الجروح وعلاج الألم ربما لما يحتويه من مادة النيترات الموسعة للشرايين.
تتباين أنواع البنجر منها ما نعرفه فنأكلها مطهوة أو طازجة جذورها التى تنفرد بلون بديع أحمر أو أوراقها الخضراء المشربة بالحمرة. منها أيضا النوع الذى يستخرج منه ثلث إنتاج العالم من السكر إلى جانب ثلاثة أنواع أخرى تأكلها الحيوانات.
يحقق البنجر معادلة فريدة فى عالم النبات ففى الوقت الذى يعلو محتواه من السكر عن أى نبات كان إلا أن محتواه القليل من الطاقة يثير الدهشة التى تزيد إذا ما عرفنا أنه مصدر مهم لفيتامين «ج»، الفوليات، الألياف ومضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب القوية.
البنجر كما يعرفه المصريون أو الشمندر كما يلقبه العرب أحد الخضراوات المهمة التى حار فى استخدامها الناس فبدأوا منذ سنوات بعيدة بأكل أوراقه الخضراء لكنهم ومنذ بدايات القرن السادس عشر تنبهوا إلى تضمن جذوره التى تتميز بتلك الدرجة الفريدة القانية من اللون الأحمر والعصير السكرى الذى تدخره. فبدأوا استخدامه مطهوا خاصة فى أوروبا الشرقية التى يزرع فيها فى مساحات شاسعة وكان ذلك الحساء الروسى الشهى البروشا Borscht. وتنوعت استخداماته خاصة فى صناعة سكر البنجر الذى ينافس سكر القصب فى مزاياه ويحتل ثلث إنتاج العالم الآن من السكر.
فوائد البنجر الصحية والغذائية
● البنجر يعد مصدرا نباتيا مهما للألياف وفيتامين «ج» والفوليات «حمض الفوليك أحد عناصر «ب» المركب المهمة» والبوتاسيوم إلى جانب المواد السكرية فى المقابل قدر ضئيل من الطاقة نظرا لتلك التركيبة الفريدة فمائة جرام من البنجر تحتوى على: دهون أقل من جرام، دهون مشبعة أقل من جرام، 1 جرام من البروتين، 10 جرامات من السكريات، 72 مجم من الصوديوم، كمية متوسطة من الألياف، إلى جانب قدر مهم من فيتامين «ج»، بيتا كاروتين، حامض الفوليك، البوتاسيوم، والنحاس والماغنيسوم والفسفور وقدر أقل من مركبات فيتامين «ب» والكالسيوم والزنك.
● الأوراق الخضراء فى البنجر تحتوى على نسبة عالية من الحديد، فيتامين «ج»، البوتاسيوم والكالسيوم والبيتاكاروتين فيتامين «أ».
● غنى بمركبات الفيتو ومضادات الأكسدة القوية منها صبغة البتيالين Betalain التى تذوب فى الماء لذا فإن طهى البنجر يجب أن يتم بصورة تحافظ على تلك المادة المهمة.
أيضا مادتا الأنتوسيانين والسابونين Anthocyanin & Saponin المعروفتين بقابليتهما للاتحاد بالكوليسترول فى الأمعاء قبل امتصاصه، الأمر الذى ينتهى به خارجا مع فضلات الجسم بدلا عن ترسبه على جدران الشرايين محدثا عملية تصلبها «فى المخ وشرايين القلب التاجية».
● جذور البنجر تنفرد بتلك المواد الصبغية الطبيعية الفريدة التى تستخدم فى صبغ مختلف المواد الغذائية بغرض إضفاء البهجة عليها مثل بيض شم النسيم وتختلف تلك الصبغيات فى طبيعتها وتركيبها عن الصبغيات الموجودة فى نباتات أخرى مثل الطماطم والكرنب الأحمر والكركدية. وتتميز بقدراتها المضادة للأكسدة والمضادة أيضا للالتهابات.
صبغة البيتالين حمراء فى البنجر الذى يأكله الإنسان صفراء فى البنجر الذى يستخدم فى إنتاج السكر.
● تشير دراسات حديثة نشرتها دوريات علمية إلى وجود مادة السيترات فى عصير البنجر والمعروفة بأثرها فى توسيع الشرايين الأمر الذى يعد أمرا إيجابيا صحيا على تدفق الدم فى الدورة التاجية لشرايين القلب والشرايين التى تغذى المخ والعضلات. الأمر الذى قد يساعد على خفض ضغط الدم المرتفع ودعم الدورة الدموية فى الجسم كله.
● السكريات ومضادات الأكسدة والنيترات فى ظل قدر منخفض من الطاقة تجعل من البنجر طعاما ذا فائدة ومذاقه لمرضى الضغط المرتفع ومن يحتاجون طاقة من نوع خاص لبذل الجهد البدنى خاصة فى فترات النقاهة من مرض طويل أو من يتبعون نظاما غذائيا لخفض أوزانهم وفقا لتقدير السعرات الحرارية. لكنه بالطبع ليس مدرجا على قائمة مرضى السكر الغذائية.
كثير من السكر قليل من الطاقة
● أفضل وسيلة للاحتفاظ بمكونات البنجر الغذائية هى إتمام نضجه فى الفرن مغلفا بورق الفويل «الألومنيوم».
● أسرع وسيلة لطهيه السلق فى كمية قليلة من الماء بعد تنظيفه مع مراعاة الاحتفاظ بالجلد سليما دون أى جرح يسيل من عصيره القانى.
● طهيه على البخار هى الوسيلة العملية إذا ما فكرت فى استخدام أوراقه أيضا مع إضافة قطرات من عصير الليمون له.
حساء البنجر الروسى
تقدم إما ساخنة فى الشتاء أو مثلجة فى الصيف بعد إضافة الزبادى والشبت إليها قبل تقديمها مباشرة.
تعد بإضافة مكعبات البنجر المطهوة إلى حلقات الخيار مع سائل معد من حساء الدجاج لضربها فى خلاط كهربائى حتى يتجانس قوامها. ترفع على النار ويضاف إليها ما يستحب من نكهات الزنجبيل أو القرفة أو هما معا قبل تقديمها أو حفظها لتبريدها.
ملاحظة أخيرة
جذور البنجر حتى بعد طهيها قد لا يتم هضمها بصورة كاملة عند نسبة ليست قليلة عند البعض الأمر الذى قد يبدو البول أو البراز معه مصبوغا باللون الأحمر أو الوردى. إنها ظاهرة آمنة تماما بلا أى أخطار ولا تدعو للقلق.