فيس بوك.. حاكم "العالم الافتراضى"
فيس بوك..مجتمع مخملى يشبه تماما تلك الطبقة الاجتماعية التى نشأت عقب إعلان الرئيس السادات عن سياسة الانفتاح الاقتصادى إلا أن هذه الطبقة ظهرت عقب الانفتاح التكنولوجى و أصبحت حمى تجتاح المجتمع مثلها مثل أى موضة جديدة ،و قد حصلت مواقع ألكترونية عديدة على نفس هذه الشهرة ، ثم اختفت فى الظل بعد ذلك ، مثل موقع هاى فايف ، و هذا يجسد مصطلح العولمة في عالم مفتوح لا خصوصية فيه ، الجميع يطلع على الجميع ، وهو ما أثار حوله شكوك قوية على أنه موقع مخابراتى مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لأنه يحتوى على كم هائل من المعلومات الشخصية ، على الرغم من أن إسرائيل فرضت حظر محدود على الموقع بعد نشر بعض الصور العسكرية لجنود وتعرض أكثر من 100 جندى إسرائيلى لعقاب بسبب هذا الموقع .
لم ينشأ الفيس بوك ليصبح منتدى سياسياً ، لكنه أنشأ كمنتدى للصدقات الاجتماعية صممه ماك زوكربرج طالب جامعة هارفارد وكان عمره 19 عاما على كمبيوتره الشخصي فى المدينة الجامعية بغرض إيجاد طريقة للتواصل بين طلبة الجامعة وسرعان ما انتشر الموقع و وافق المشتركون فيه بالسماح لطلبة الثانوية والجامعات الأخرى بالاشتراك فى المنتدى بهدف التواصل التعليمى بين الطلبة ، حتى وصل الآن عدد مشتركيه إلى 50 مليون شخص حول العالم وهو ما أدى إلى ذيوع شهرته حتى إن بيل جيتس عرض على ماك شراء الموقع بمليار دولار لكنه رفض ذلك قائلا إن المنتدى قيمته أعلى من هذا الرقم عشرات المرات،فهو يزيد شهريا بمعدل مليون مشترك ويأمل المسؤلين أن يتضاعف حتى لا يصبح هناك شخص فى العالم غير مشترك فى فيس بك
وعلى الرغم من إطلاق الموقع فى عام 2004 ، إلا أنه لم ينل هذه الشهرة فى مصر إلا عقب الإعلان عن إضراب 6 أبريل و أعقبه الإعلان عن إضراب آخر فشل فى 4 مايو، و أنه لم يكن هناك جهة محددة أعلنت عن هذا الإضراب و إنما هم بعض الشباب المنبهر بهذا العالم الافتراضى الموجود على الإنترنت فبعضهم ينتمى إلى أحزاب والبعض الآخر دخل فى الدعوة إلى الإضراب من باب التجربة والفراغ.
القصة وما فيها
عندما جلس مارك جوكربيرج صاحب فكرة هذا الموقع أمام شاشة الكمبيوتر في حجرته بمساكن الطلبة في جامعة هارفارد الأمريكية ، وبدأ يصمم موقعا جديدا على شبكة الإنترنت ، كان لديه هدف واضح ، وهو تصميم موقع يجمع زملاءه في الجامعة ويمكنهم من تبادل أخبارهم وصورهم وآرائهم.
لم يفكر جوكربيرج ، الذي كان مشهورا بين الطلبة بولعه الشديد بالإنترنت ، بشكل تقليدي مثلا لم يسع إلى إنشاء موقع تجاري يجتذب الإعلانات ، أو إلى نشر أخبار الجامعة أو غير ذلك فببساطة شديدة فكر في تسهيل عملية التواصل بين طلبة الجامعة على أساس أن مثل هذا التواصل ، إذا تم بنجاح ، سيكون له شعبية جارفة وأطلق جوكربيرج موقعه "فيس بوك" في عام 2004، وكان له ما أراد ، فسرعان ما لقي الموقع رواجا بين طلبة جامعة هافارد، واكتسب شعبية واسعة بينهم ، الأمر الذي شجعه على توسيع قاعدة من يحق لهم الدخول إلى الموقع لتشمل طلبة جامعات أخرى أو طلبة مدارس ثانوية يسعون إلى التعرف على الحياة الجامعية.
واستمر موقع "فيس بوك" مقصوراً على طلبة الجامعات والمدارس الثانوية لمدة سنتين ثم قرر جوكربيرج أن يخطو خطوة أخرى للأمام ، وهي أن يفتح أبواب موقعه أمام كل من يرغب في استخدامه ، وكانت النتيجة طفرة في عدد مستخدمي الموقع ، إذ ارتفع من 12 مليون مستخدم في شهر ديسمبر من العام الماضي إلى أكثر من 40 مليون مستخدم حاليا ، ويأمل أن يبلغ العدد 50 مليون مستخدم بنهاية عام 2007
المخترع الصغير
ونتيجة النجاح السريع الذي حققه الموقع فى لفت أنظار العاملين في صناعة المعلومات ، فمن ناحية بات واضحا أن سوق شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت ينمو بشكل هائل ، ويسد احتياجا هاما لدى مستخدمي الأنترنت خاصة من صغار السن. ومن ناحية اخرى نجح موقع "فيس بوك" في هذا المجال بشكل كبير ، وكانت النتيجة ان تلقى جوكربيرج عرضا لشراء موقعه بمبلغ مليار دولار العام الماضي. إلا أنه رفض العرض ، وتوقع كثيرون أن يندم على هذا الرفض ، و سبب رفض جوكربيرج لهذا العرض أنه رأى أن قيمة شبكته أعلى كثيرا من المبلغ المعروض. وحسبما قال في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية فإنه "ربما لم يقدر كثيرون قيمة الشبكة التي بنيناها بما تستحق" وأضاف أن عملية الاتصال بين الناس ذات أهمية بالغة ، و" إذا استطعنا أن نحسنها قليلا لعدد كبير من الناس فإن هذا سيكون له أثر اقتصادي هائل على العالم كله".
نظرة عميقة للأمور
ويبدو أن جوكربيرج كان محقا في رفضه لهذا العرض ، خاصة أنه ومنذ ما يقرب من شهر ، دخلت مايكروسوفت وجوجل فى صراع جديد لشراء حصة من موقع "فيس بوك" .
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن شركة "مايكروسوفت" تجري مباحثات بشأن شراء حصة من الموقع تقدر بـ5% من أسهم هذا الموقع بقيمة ما بين 300 إلي 500 مليون دولار ، ومن جانبها رفضت كل من "ميكروسوفت" و"جوجل" التعليق على هذا التقرير.
ويرى أندي ميدلر المحلل بشركة "ادوارد جونز" الأمريكية للمعاملات المالية أن هناك احتمالا كبيرا أن تتم الصفقة بين مايكروسوفت وفيس بوك، وذلك لأن مايكروسوفت هي المورد الوحيد للإعلانات على موقع "فيس بوك" في الوقت الحالي ونظرا لعلاقة العمل القائمة بين الشركتين.
وتحقق الاحتمال ..
وبالفعل تحقق الاحتمال الذي توقعه آندي ميللر المحلل الاقتصادي بشركة "ادوارد جونز" الأمريكية للمعاملات المالية ، حيث ربحت مايكروسوفت معركتها التكنولوجية الأخيرة ضد كل من جوجل وياهوو ، بعد تغلبها عليهما والفوز بحصة في موقع فيس بوك .
وبموجب هذه الصفقة تدفع مايكروسوفت 240 مليون دولار لشراء 1.6 % في موقع فيس بوك ، حيث ستقوم مايكروسوفت ببيع اللوحات الإعلانية التي تظهر علي موقع " فيس بوك " خارج الولايات المتحدة الأمريكية ، مقسمة الإيرادات بينها وبين الموقع .
مشكلات متوقعة ..
وفي خطوة اعتبرها البعض انتهاكا صريحا للخصوصيات ، بدأ الموقع والذي ينضم إليه أكثر من مليون عضو شهريا في طرح المعلومات المتعلقة بأعضائه علنا على محركات البحث على الإنترنت مثل "جوجل" و"ياهو".
وبدورهم ، اعتبر خبراء تكنولوجيا المعلومات هذه الخطوة الجريئة بأنها تحول "فيس بوك" من شبكة اجتماعية خاصة إلى ما يشبه الصفحات الصفراء على الإنترنت.
ويتطلع القائمون على موقع "فيس بوك" من وراء هذه الخطوة إلى الدخول المبكر في السباق لبناء دليل ألكتروني عالمي يحتوي على أكبر قدر ممكن من المعلومات والتفاصيل الشخصية مثل السير الذاتية وأرقام الهواتف وغيرها من سبل الاتصال بالشخص وهوايات الأعضاء وحتى معلومات عن أصدقائهم مما قد يعود بأرباح كبيرة على الموقع.
بالإضافة إلي ذلك فقد وجه المدعي العام في نيويورك يوم الإثنين 24 سبتمبر الماضي مذكرة استدعاء لمسؤولين في "فيس بوك"، وقال في خطاب للشبكة إن فحصا أوليا بين وجود أوجه قصور في الحماية التي يتمتع بها مستخدمو الشبكة ، خاصة صغار السن . وقد قام أحد المحققين بالتظاهر بأنه شاب صغير السن ودخل على موقع للشبكة فتعرض لملاحقة جنسية من قبل بعض المستخدمين. كما قال المدعي العام لولاية كونيكتتيكيت ريتشارد بلومينثال أن مكتبه وجد ثلاثة من المدانين بجرائم جنسية ضمن شبكة مستخدمي فيس بوك، وأن على الشبكة القيام بالكثير من الخطوات حتى يشعر بالرضى الكامل تجاهها على حد وصفه. ومن جانبها تؤكد الشبكة أنها حريصة على القيام بكل ما هو ممكن لحماية مستخدميها.
بيل جيتس جديد في الطريق
ويبلغ جوكر بيرج من العمر 23 عاما ، ويشبه بيل جيتس في بدايته قبل أن يصبح أغني رجل في العالم ليعرف جيدا أن هذا الشاب يخطو نفس خطوات صاحب العملاقة مايكروسوفت .فيبدو التشابه واضحا بين بيل جيتس ومارك جوكر بيرج. كلا الرجلين بدأ العمل في صناعة المعلومات في بداية العشرينات من العمر، وكلاهما أصبح من أصحاب الملايين في العشرينات أيضا ، وكلاهما صاحب رؤية أثمرت نجاحا وتغييرا في سوق المعلومات استفاد منه الملايين في العالم.
وكلاهما درس في جامعة هارفارد، وان كان جيتس لم يكمل دراسته بسبب انشغاله بتطوير برامج الحاسبات الشخصية ، وبين الرجلين أيضا علاقة عمل تتجه إلى التطور والتوسع ، خصوصا بعد فوز مايكروسوفت بحصة تبلغ 1.6 % من موقع "فيس بوك " بقيمة إجمالية بلغت 240 مليون دولار