كلنا نعلم أن الأزمة الإقتصادية التي عصفت بالعالم أدت لإحداث فجوة هائلة ما بين القطاعات التجارية والقطاعات المستهلكة في جميع بلدان العالم .
حتى أنها طالت الغني قبل الفقير ولم يعد لهم خلاصٌ منها إلا الدعاء والتضرع لوجه الله ..
كبريات الشركات قامت بتسريح العديد من موظفيها وألغت أو أوقفت هذه الأزمة فرص عمل كثيرة للشباب العاطلين كانوا أصلاً عن العمل .
حتى أن نسبة البطالة ارتفعت كثيراً بين الشباب في جميع بلدان العالم ..
ومن الشركات ما قد أفلس وأنهى جميع معاملاته التجارية وأغلقت أبوابها بسبب هذه الأزمة الطاحنة..
وبالنظر إلى المواد الإستهلاكية على سبيل المثال لا الحصر في الدول العربية نجد أن أسعار المواد الأولية والغذائية ارتفعت بنسبة غير معقولة ومذهلة ,
الأمر الذي أدى لتفاوت المرتبات الشهرية لبعض الموظفين مع هذه الأسعار ..
فمثلاً لو أخذنا متوسط الدخل الشهري لعائلة مكونة من أربعة أفراد , فسنجد أنها تتقاضى ما بين 100 إلى 300 دولار شهرياً في بعض الدول متوسطة الدخل .
وبينما كانت هذه العائلة تنفق ما بين 200 إلى 300 دولار شهريا على المواد الأولية والغذائية الضرورية فهي الآن أصبحت عاجزة تماماً عن توفير هذه الأشياء ..
والمصيبة في الموضوع أن الدول لا تعي أن الأزمة تتفاقم وأن الوضع لا يُحتمل لدى شعوبها ,,
بل على العكس تأخذ في تضييق الخناق على شعوبها وكأنها فرِحةٌ بما يجري ولا أعلم ما مدى سعادة الحكومات العربية بمثل هذه الأزمات على الشعوب المغلوبِ على أمرها ..
ففي بعض الدول بدون تسمية نجد أنها بدأت برفع أسعار المحروقات وخصوصاً في الدول التي تعتمد أنظمة التدفئة فيها على تلك المواد ,,
وهذه الدول تعلم أن الشعوب لن تستغني عن مثل هذه المواد وإلا سيموتون برداً ,, فهذا نوعٌ من الإستغلال التافه من قِبَل هذه الحكومات ,
ولأن المتحكم في هذه المواد هو مسؤولٌ عربي يمتلك نصيب الأسد من أرباح هذه المواد فحدا به جشعه لإستغلال المواطن المعدم الفقير ..
كل هذه الأمور تدفع بالشعوب أو المواطنين للبحث عن مصدرٍ آخر لتوفير تلك المواد ..
سواء كان هذاالمصدر مشروعاً أو غير مشروع , فالمهم أن يعيشوا .
ومن آثار الأزمات الإقتصادية أيضاً التحول إلى عمليات النصب والسلب بطرقٍ غير معهودة سواء كانت تجارية أو عقارية أو حتى عن طريق البنوك نفسها ..
ونجد من آثارها أيضاً بروز مشاكل اجتماعية لم تكن معهودة في السابق كالنزاعات والخناقات التي تؤدي لظهور الجريمة والعصابات المنظة للسطو المسلح والنهب تحت تهديد السلاح أو ما يسمى بالابتزاز أو حتى القتل من أجل المال وغيرها الكثير ..
هذا فقط عن توفير المواد الأولية والإستهلاكية الغذائية وآثارها ,, فما بالكم بمن يبحث عن تأمين مصاريفه الدراسية ومشروعاته التنموية وأفكاره المستقبلية ؟
وما بالكم بالشباب الناشيء والذي يبحث عن الزواج والإستقرار والعمل وتأمين المستقبل ؟؟ وهل بقي له مسقبل أصلاً ليقوم بتأمينه ؟؟
وهل باعتقادكم ستتطور العملية إلى ما هو أكبر من ذلك ..؟؟
أم نكتفي بقول المثل : على قدر بساطك افرد أرجلك ؟؟
بانتظار آرائكم وأفكاركم حول هذه القضية ..
دمتم برعاية الله وحفظه