دندشة مصرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


دندشة مصرية منتدى اخبارى يهتم بالرياضة والاخبار العربية والعالمية واجمل الصور الجميلة المجانية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير المؤسس
المدير المؤسس
Admin


ذكر
الحصان
عدد المساهمات : 6050
نقاط : 25371
احترام القوانين : 29
تاريخ التسجيل : 25/08/2009
العمر : 34
العمل/الترفيه : مصمم ومبرمج

موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Empty
مُساهمةموضوع: موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص   موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Icon_minitimeالخميس أكتوبر 22, 2009 3:48 am

بسم الله الرحمن الرح الرحيم



أزيكم يا أحلى أعضاء أنا والله قعدت يوم كامل اجمع ليكم فى معلقات الشعر العربى الرائعه أرجو من الله أن تنال اعجابكم


ورحم الله البارودى عندما قال.........


وليد من بديع شعر ما لو تلوته

على جبل لنهال فى الدوى وريده


أترتكم الأن مع عظماء الشعر العربى وأروع ما قالوه فى المعلقات الذهبيهموسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Blushing



ملاحظه هامه
كل معلومه وحرف فى الموضوع منقوله نصا من كتاب الأغانى للأعجوبه أبو فرج الأصفهانى ..ويتيمه الدهر لشيخ شعراء الأندلس أحمد بن عبد ربه وهذا لأمانه العلميه ومصداقيه الموضوع
...............................
اولا

معلقة زهير بن ابى سلمى

نبذة عن الشاعر

زهير بن أبي سلمى


(... - 13 ق. هـ = ... - 609 م)

هو زهير بن أبي سُلمى ربيعة بن رياح بن قرّة بن الحارث بن إلياس بن نصر بن
نزار، المزني، من مضر. حكيم الشعراء في الجاهلية، وفي أئمة الأدب من يفضله
على شعراء العرب كافة. كان له من الشعر ما لم يكن لغيره، ولد في بلاد
مزينة بنواحي المدينة، وكان يقيم في الحاجر من ديار نجد، واستمر بنوه فيه
بعد الإسلام. قيل كان ينظم القصيدة في شهر ويهذبها في سنة، فكانت قصائده
تسمى الحوليات. إنه، كما قال التبريزي، أحد الثلاثة المقدمين على سائر
الشعراء، وإنما اختلف في تقديم أحد الثلاثة على صاحبيه، والآخران هما امرؤ
القيس والنّابغة الذبياني. وقال الذين فضّلوا زهيراً: زهير أشعر أهل
الجاهلية، روى هذا الحديث عكرمة عن أبيه جرير. وإلى مثل هذا الرأي ذهب
العبّاس بن الأحنف حين قال، وقد سئل عن أشعر الشعراء. وقد علّل العبّاس ما
عناه بقوله: ألقى زهير عن المادحين فضول الكلام كمثل قوله:
فما يَكُ من خيرٍ أتوه فإنّما- توارثه آباء آبائهم قبْل
وكان عمرو بن الخطاب شديد الإعجاب بزهير، أكد هذا ابن عبّاس إذ قال: خرجت
مع عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في أول غزاة غزاها فقال لي: أنشدني لشاعر
الشعراء، قلت: "ومن هو يا أمير المؤمنين?" قال: ابن أبي سلمى، قلت: وبم
صار كذلك? قال: لا يتبع حوشي الكلام ولا يعاظل في المنطق، ولا يقول إلا ما
يعرف ولا يمتدح أحداً إلا بما فيه". وأيّد هذا الرأي كثرة بينهم عثمان بن
عفان، وعبد الملك بن مروان، وآخرون واتفقوا على أنّ زهيراً صاحب "أمدح
بيت... وأصدق بيت... وأبين بيت". فالأمدح قوله:
تراهُ إذا ما جئْتَه مُتَهَلِّلا- كأنَّك تُعطيه الذي أنتَ سائلُهْ
والأصدق قوله:
ومهما تكنْ عند امرئٍ من خليقةٍ- وإنْ تَخْفى على الناس تُعْلَمِ
وأما ما هو أبين فقوله يرسم حدود الحق:
فإنّ الحقّ مقطعُه ثلاثٌ- يمينٌ أو نفارُ أو جلاءُ
قال بعضهم معلّقاً: لو أن زهيراً نظر في رسالة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى
الأشعري ما زاد على قوله المشار إليه، ولعلّ محمد بن سلاّم أحاط إحاطة
حسنة بخصائص شاعرية زهير حين قال: "من قدّم زهيراً احتجّ بأنه كان أحسنهم
شعراً وأبعدهم من سخف، وأجمعهم لكثير من المعاني في قليل من الألفاظ،
وأشدّهم مبالغة في المدح، وأكثرهم أمثالاً في شعره". وسنورد لاحقاً جملة
أخرى في مثل هذه الخصائص التي تطالعنا بها أشعاره والتي تكشف عن أهمية
شعره وقيمته.
كانت ولادة زهير في بني غطفان. وبين هؤلاء القوم نشأ وترعرع. ومنهم تزوّج
مرّتين. في الأولى تزوّج أم أوفى التي يذكرها في مطلع معلقته:
أمِن أمّ أَوفى دمنةٌ لمْ تكلّم- بحوْمانَةِ الدرّاج فالمتثلّم
وبعد طلاقه أم أوفى بسبب موت أولاده منها، اقترن زهير بكبشة بنت عمّار الغطفانية ورزق منها بولديه الشاعرين كعب وبجير.
لكن زهيراً- كما يفهم من حديثه وأهل بيته- كان من مزينة- وما غطفان إلا
جيرانهم، وقِدْماً ولدتهم بنو مرّة وفي الأغاني حديث زهير في هذا الشأن
رواه ابن الأعرابي وأبو عمرو الشيباني، ولم نر ضرورة إثباته.
ولعلّ البارز في سيرة زهير وأخباره تأصّله في الشاعرية: فقد ورث الشعر عن
أبيه وخاله وزوج أمه أوس بن حجر. ولزهير أختان هما الخنساء وسلمى وكانتا
أيضاً شاعرتين. وأورث زهير شاعريته لابنيه كعب وبجير، والعديد من أحفاده
وأبناء حفدته. فمن أحفاده عقبة المضرّب وسعيد الشاعران، ومن أبناء الحفدة
الشعراء عمرو بن سعيد والعوّام ابنا عقبة المضرّب..
ويطول الكلام لو أردنا المضي في وراثة زهير الشعر وتوريثه إياه. يكفي في
هذا المجال الحوار بينه وبين خال أبيه بشامة بن الغدير الذي قال حين سأله
زهير قسمة من ماله: "يا ابن أختي، لقد قسمت لك أفضل ذلك وأجزله" قال: "ما
هو?"، قال: شعري ورثتنيه". فقال له زهير: "الشعر شيء ما قلته فكيف تعتدّ
به عليّ?"، فقال له بشامة: "ومن أين جئت بهذا الشعر? لعلك ترى أنّك جئت به
من مزينة? وقد علمت العرب أن حصاتها وعين مائها في الشعر لهذا الحيّ من
غطفان، ثم لي منهم وقد رويته عنّي".
فإذا تحوّلنا من شاعرية زهير إلى حياته وسيرته فأول ما يطالعنا من أخباره
أنه كان من المعمّرين، بلغ في بعض الروايات نحوا من مئة عام. فقد استنتج
المؤرخون من شعره الذي قاله في ظروف حرب داحس والغبراء أنه ولد في نحو
السنة 530م. أما سنة وفاته فتراوحت بين سنة 611و 627م أي قبل بعثة النبيّ
بقليل من الزمن، وذكرت الكتب أن زهيراً قصّ قبل موته على ذويه رؤيا كان
رآها في منامه تنبأ بها بظهور الإسلام وأنه قال لولده: "إني لا اشكّ أنه
كائن من خبر السماء بعدي شيء. فإن كان فتمسّكوا به، وسارعوا إليه".
ومن الأخبار المتّصلة بتعمير زهير أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليه
"وله مائة سنة" فقال: اللهم أعذني من شيطانه"، فما لاك بيتاً حتى مات.
وأقلّ الدلالات على عمره المديد سأمه تكاليف الحياة، كما ورد في المعلّقة
حين قال:
سئمتُ تكاليفَ الحياة، ومَنْ يعِش- ثمانينَ حولاً لا أبا لكَ، يسأَمِ
والمتعارف عليه من أمر سيرته صدق طويته، وحسن معشره، ودماثة خلقه، وترفعه
عن الصغائر، وأنه كان عفيف النفس، مؤمناً بيوم الحساب، يخاف لذلك عواقب
الشرّ. ولعلّ هذه الأخلاق السامية هي التي طبعت شعره بطابع الحكمة
والرصانة، فهو أحد الشعراء الذين نتلمس سريرتهم في شعرهم، ونرى في شعرهم
ما انطوت عليه ذواتهم وحناياهم من السجايا والطبائع. وأكثر الباحثين
يستمدّ من خبر زهير في مدح هرم بن سنان البيّنة التي تبرز بجلاء هذه
الشخصية التي شرفتها السماحة والأنفة وزيّنها حبّ الحق والسّداد: فقد درج
زهير على مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف لمأثرتهما في السعي إلى إصلاح
ذات البين بين عبس وذبيان بعد الحرب الضروس التي استمرّت طويلاً بينهما.
وكان هذا السيّدان من أشراف بني ذبيان قد أديا من مالهما الخاص ديّات
القتلى من الفريقين، وقد بلغت بتقدير بعضهم ثلاثة آلاف بعير. قيل إن هرماً
حلف بعد أن مدحه زهير أن لا يكف عن عطائه، فكان إذا سأله أعطاه، وإذا سلّم
عليه أعطاه. وداخل زهير الاستحياء، وأبت نفسه أن يمعن في قبول هبات
ممدوحه، فبات حين يراه في جمع من القوم يقول "عموا صباحاً غير هرم ...
وخيركم استثنيت".
ذكر أن ابن الخطاب قال لواحد من أولاد هرم: أنشدني بعض مدح زهير أباك،
فأنشده، فقال الخليفة: إنه كان ليحسن فيكم القول"، فقال: "ونحن والله كنّا
نحسن له العطاء"، فقال عمر بن الخطاب: "قد ذهب ما أعطيتموه وبقي ما
أعطاكم". نعم لقد خلد هرم بفضل مديح زهير الصادق ومنه قوله:
منْ يلقَ يوماً على عِلاّته هرماً- يلقَ السماحةَ منه والنّدى خلقَا
ولزهير ديوان شعر عني الأقدمون والمحدثون بشرحه. وأبرز الشّراح الأقدمين
الأعلم الشنتمري. وفي طليعة من حقّق ديوان زهير حديثاً المستشرق لندبرغ في
ليدن سنة 1881م. ويدور شعر الديوان في مجمله حول المدح والفخر ودور زهير
في ظروف حرب السباق، وتتوّج الحكمة هذا الشعر بهالة من الوقار تعكس شخصية
الشاعر الحكيم.
وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً
بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن زهير
بن أبي سلمى في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين:
شخصية زهير نقيض لإمرئ القيس وطرفة. كان امرؤ القيس وطرفة رجلين طائشين
وحياتهما غير منضبطة، وماتا ميتة عنيفة في عز شبابهما. بينما عاش زهير
حياة طويلة ونال احترام الجميع لحكمته وأخلاقه العالية ولم يكن بحاجة
للآخرين. عاصر الشاعرين المذكورين في مولده، لكنه قارب أيام ظهور الإسلام.
يقال إنه في سن التسعين جاء إلى النبي فاستعاذ منه وقال: "اللهم أعذني من
شيطانه" قول قامت عليه تعاليم بعض علماء المسلمين الذين قالوا بفكرة إن
الوحي نزل على الرسول بالقرآن، وكذلك كان لكل شعراء الجاهلية شيطاناً يوحي
لهم بما يقولون. لا يختلف هذا عن إيمان المسيحيين الأوائل الذين أكدوا على
أن أصوات الشياطين كانت تخرج من أفواه كهنة الوثنيين. يضاف أنه بعد نصيحة
الرسول لزهير لم ينظم الشعر. ويقال إن الخليفة عمر بن الخطاب قال إن زهير
كان شاعر الشعراء. كان سيداً اتسعت ثروته، حكيم، وكان ورعاً حتى في أيام
الجاهلية.
كان زهير بن أبي سلمى من قبيلة "مزينة" ويعود من ناحية أم والده إلى قبيلة
"مرة" في الحجاز. يروى إن والد زهير ذهب مع أقربائه من بني "مرة" - أسد
وكعب - في غزوة ضد طيْ، وإنهم غنموا إبلاً عديدة. قال افردا لي سهماً،
فأبيا عليه ومنعاه حقه، فكف عنهما، حتى إذا الليل أتى أمه فقال : والذي
أحلف به لتقومن إلى بعير من هذه الإبل فلتقعدن عليه أو لأضربن بسيفي تحت
قرطيك. فقامت أمه إلى بعير منها فاعتنقت سنامه وساق لها أبو سلمى وهو
يرتجز ويقول: قادهم أبو سلمى من مضارب "مرة" حتى وصل قومه. لم يمض وقت
طويل قبل التحاقه "بمزينة" في غزوة على بني ذبيان، فخذ من "مرة". عندما
بلغوا غطفان، جيران مرة، عاد غزاة مرة خائفين إلى خيام غطفان ومكثوا معهم.
وهكذا قضى زهير طفولته معهم وليس مع قبيلته. يلمح إلى العيش بين الغرباء
بقوله : يعرف أن زهير تزوج مرتين، الأولى إلى أم أوفى، حبيبة شبابه التي
يتغنى بها في المعلقة، والثانية إلى أم ولديه، كعب وبوجير. توفي أبناء أم
أوفى، لذا تزوج ثانية. لم تغفر له أم أوفى زواجه عليها، فهجرها لزلة
اقترفتها وإن ندم لاحقاً. وهذا سبب ندبه.
ذكر ابن العربي إن زهير كان له ابن يدعى سالم، كان في غاية الوسامة حتى إن
امرأة عربية قالت عندما رأته قرب نبع ماء على صهوة جواده مرتدياً عباءة
مخططة بخطين "لم أر حتى يومنا مثيلاً لهذا الرجل ولا هذه العباءة ولا هذا
الجواد". فجأة تعثر الجواد وسقط، فدقت عنقه وعنق راكبه. ذكر ابن العربي
أيضاً إن والد زهير كان شاعراً، وكذلك أخ أمه وأخته سلمى وأخته الخنساء
وابناه وحفيده المضرب بن كعب.
قسم عمه باشاما عند موته ثروته بين أقربائه، لكنه لم يعط زهير شيئاً
بالرغم من حبه له. قال زهير: "وماذا أيضاً، ألم تترك قسطاً لي". أجاب
العجوز: " كلا، تركت لك أفضل ما عندي موهبتي في نظم الشعر". قال زهير:
"هذه خاصتي منذ البداية". لكن العجوز رد: "ليس صحيح، يعلم العرب جيداً
أنها جاءتك مني".
وقال عنه دبليو إى كلوستون في كتاب من تحريره عن الشعر العربي: تميز زهير
بن أبي سلمى منذ نعومة أظفاره بنبوغه الشعري. كان المفضل عند عمه باشاما،
الذي كان بنفسه شاعراً مشهوراً، لكن عندما أحس العجوز بدنو أجله قسم
أملاكه بين أقاربه ولم يترك لزهير شيئاً. قال زهير: "وماذا أيضاً، ألم
تترك قسطاً لي?" أجاب العجوز: "كلا، تركت لك أفضل ما عندي، موهبتي في نظم
الشعر". قال زهير: "هذه خاصتي منذ البداية". لكن العجوز رد: "ليس صحيح,
يعلم العرب جيداً أنها جاءتك مني".
نظمت معلقته لما آلت إليه حرب داحس والغبراء، وفي مديح الحارث بن عوف
والحارم بن سنان، صانعي السلام. كما نظم زهير عديداً من القصائد في مدح
حارم بن سنان، الذي لم يقم على تلبية كل طلبات الشاعر فقط، بل كان يمنحه
لقاء قصيدة مديح إما جارية أو حصان. شعر زهير بالخجل لهذه المكرمة حتى أنه
كان يقول عندما يدخل على قوم فيهم حارم " السلام عليكم جميعاً باستثناء
حارم، رغم أنه أفضلكم".
قرأ أحد أبناء حارم قصيدة مديح في عائلته للخليفة عمر الذي قال إن زهير
مدحكم مدحاً جميلاً. فرد الابن موافقاً وقال لكننا أجزلنا له العطاء. قال
عمر "ما منح يفنى مع الزمن، لكن مديحه خالد". لم يكن عمر من المعجبين
بالشعر، لكنه مدح زهير لأنه مدح في شعره من يستحق المديح مثل حارم بن
سلمى.
كانت أم أوفى التي ذكرها في مطلع المعلقة زوجة زهير الأولى التي طلقها
بسبب غيرتها وندم لاحقاً على فعلته. مات كل الأبناء التي أنجبتهم صغار
السن. أنجبت زوجته الثانية ولدين: كعب من نظم قصيدة البردة الشهيرة
والمعروفة في الشرق بمطلع " بانت سعاد ?" وألقاها في حضرة الرسول (630
ميلادية ) عندما عقد صلحاً معه ودخل الإسلام، والابن الثاني بوجير وكان من
أوائل من دخل الإسلام. ورد في كتاب الأغاني أن الرسول قابل زهير وهو في سن
المئة وقال: " اللهم أعذني من شيطانه ". ويقال إنه توفي قبل أن يغادر
الرسول البيت. في رواية أخرى أن زهير تنبأ بقدوم الرسول وذكر ذلك لابنيه
كعب وبوجير، ونصحهم بالاستماع إلى كلام الرسول عند قدومه، وهذا يعني أنه
توفي قبل ظهور الرسالة.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.madmun.info/
Admin
المدير المؤسس
المدير المؤسس
Admin


ذكر
الحصان
عدد المساهمات : 6050
نقاط : 25371
احترام القوانين : 29
تاريخ التسجيل : 25/08/2009
العمر : 34
العمل/الترفيه : مصمم ومبرمج

موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص   موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Icon_minitimeالخميس أكتوبر 22, 2009 3:50 am


المعلقة




موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Poem6
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.madmun.info/
Admin
المدير المؤسس
المدير المؤسس
Admin


ذكر
الحصان
عدد المساهمات : 6050
نقاط : 25371
احترام القوانين : 29
تاريخ التسجيل : 25/08/2009
العمر : 34
العمل/الترفيه : مصمم ومبرمج

موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص   موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Icon_minitimeالخميس أكتوبر 22, 2009 3:54 am

عمرو بن كلثوم


نحو (... - 39 ق. هـ = ... - 584 م)

هو عمرو بن كلثوم بن عمرو بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير بن جُشَم بن
حُبيب بن غنم بن تغلب بن وائل، أبو الأسود ، شاعر جاهلي مشهور من شعراء
الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة، وتجول فيها وفي
الشام والعراق ونجد. كان من أعز الناس نفساً، وهو من الفتاك الشجعان، ساد
قومه تغلب وهو فتى، وعمر طويلاً، وهو الذي قتل الملك عمرو بن هند، فتك به
وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى بادية الشام،
ولم يصب أحد من أصحابه.
وأمُّ عمرو، كما قالت رحاب عكاوي في سيرته، هي ليلى بنت المهلهل أخي كليب،
اشتهرت بالأنفة وعظم النفس، كما كانت لجلالة محتدها من فضليات السيدات
العربيات قبل الإسلام. قيل إنّ المهلهل لما تزوج هنداً بنت بعج بن عتبة
ولدت له ليلى فقال المهلهل لامرأته هند: اقتليها، على عادة عرب الجاهلية،
فلم تفعل أمها، وأمرت خادماً لها أن تغيّبها عنها. فلما نام المهلهل هتف
به هاتف يقول:
كم من فتى مؤمَّلِ- وسيّد شَمَرْدَلِ
وعُدّةٍ لا تجْهَلِ- في بطنِ بنتِ مهلهلِ
فاستيقظ مذعوراً وقال: يا هند أين ابنتي، فقالت: قتلتها. قال: كلاّ وإله
ربيعة، وكان أول من حلف بها، فأصدقيني. فأخبرته، فقال: أحسني غذاءها،
فتزوّجها كلثوم بن عمرو ابن مالك بن عتّاب. فلما حملت بعمرو، قالت: إنه
أتاني آتٍ في المنام فقال:
يا لك ليلى من ولد- يُقدِمُ إقدام الأسدْ
من جُشمٍ فيه العددْ- أقول قيلاً لا فَنَدْ
فولدت عمراً. ولما أتت عليه سنة قالت: أتاني ذلك الآتي في الليل فأشار إلى الصبيّ وقال:
إني زعيمُ لكِ أمَّ عمرو- بماجدِ الجدّ كريم النَّجْرِ
أشجعُ من ذي لبيدٍ هزبرِ- وقّاص آدابٍ شديد الأشْرِ
يسودُهم في خمسةٍ وعشرِ
وقد قيل إنه كان الأمر كما سمعت وساد عمرو بن كلثوم قومه تغلب وهو ابن خمس
عشرة سنة. وتغلب هم من هم في الشرف والسيادة والمجد وضخامة العدد وجلال
المحتد والأرومة. وأسرة عمرو سادات تغلب ورؤساؤها وفرسانها حتى قيل: لو
أبطأ الإسلام لأكلت تغلب الناس. ولد ونشأ في أرض قومه التغلبيين، وكانوا
يسكنون الجزيرة الفراتية وما حولها، وتخضع قبيلته لنفوذ ملوك الحيرة مع
استقلالهم التام في شؤونهم الخاصة والعامة، والحيرة كما نعلم إمارة عربية
أقامها الفرس على حدود الجزيرة العربية وحموها بالسلاح والجنود.
ولد عمرو إذاً بين مجد وحسب وجاه وسلطان، فنشأ شجاعاً هماماً خطيباً
جامعاً لخصال الخير والسؤدد والشرف، وبعد قليل ساد قومه وأخذ مكان أبيه،
وقال الشعر وأجاد فيه وإن كان من المقلّين.
ويقال إنّ قصيدته المعلقة كانت تزيد على ألف بيت وإنها في أيدي الناس غير
كاملة وإنما في أيديهم ما حفظوه منها. وكان خبر ذلك ما ذكره أبو عمر
الشيباني، قال: إنّ عمرو بن هند لما ملك، وكان جبّاراً عظيم الشأن والملك،
جمع بكراً وتغلب ابني وائل وأصلح بينهم بعد حرب البسوس، وأخذ من الحيّين
رهناً من كل حيّ مائة غلام من أشرافهم وأعلامهم ليكفّ بعضهم عن بعض. وشرط
بعضهم على بعض وتوافقوا على أن لا يُبقي أحد منهم لصاحبه غائلةً ولا يطلبه
بشيءٍ مما كان من الآخر من الدماء. فكان أولئك الرهن يصحبونه في مسيره
ويغزون معه، فمتى التوى أحد منهم بحق صاحبه أقاد من الرهن.
وحدث أن سرّح عمرو بن هند ركباً من بني تغلب وبني بكر إلى جبل طيّئ في أمر
من أموره، فنزلوا بالطرفة وهي لبني شيبان وتيم اللات أحلاف بني بكر. فقيل
إنهم أجلوا التغلبيين عن الماء وحملوهم على المفازة فمات التغلبيون عطشاً،
وقيل بل أصابتهم سموم في بعض مسيرهم فهلك عامّة التغلبيين وسلم البكريون.
فلما بلغ ذلك بني تغلب غضبوا وطلبوا ديات أبنائهم من بكر، فأبت بكر
أداءها. فأتوا عمرو بن هند فاستعدوه على بكر وقالوا: غدرتم ونقضتم العهد
وانتهكتم الحرمة وسفكتم الدماء. وقالت بكر: أنتم الذين فعلتم ذلك،
قذفتمونا بالعضيهة وسوّمتم الناس بها وهتكتم الحجاب والستر بادعائكم
الباطل علينا. قد سبقنا أولادكم إذ وردوا وحملناهم على الطريق إذ خرجوا،
فهل علينا إذ حار القوم وضلّوا أو أصابتهم السموم! فاجتمع بنو تغلب لحرب
بكر واستعدت لهم بكر، فقال عمرو بن هند: إني أرى الأمر سينجلي عن أحمر
أصمّ من بني يشكر.
فلما التقت جموع بني وائل كره كل صاحبه وخافوا أن تعود الحرب بينهم كما
كانت. فدعا بعضهم بعضاً إلى الصلح وتحاكموا إلى الملك عمرو. فقال عمرو: ما
كنت لأحكم بينكم حتى تأتوني بسبعين رجلاً من أشراف بكر فأجعلهم في وثاق
عندي، فإن كان الحق لبني تغلب دفعتهم إليهم، وإن لم يكن لهم حق خلّيت
سبيلهم. ففعلوا وتواعدوا ليوم يعيّنه يجتمعون فيه. فقال الملك لجلسائه: من
ترون تأتي به تغلب لمقامها هذا? قالوا: شاعرهم وسيّدهم عمرو بن كلثوم.
قال: فبكر بن وائل? فاختلفوا عليه وذكروا غير واحد من أشراف بكر. قال
عمرو: كلا والله لا تفرجُ بكر إلا عن الشيخ الأصمّ يعتز في ريطته فيمنعه
الكرم من أن يرقعها قائده فيضعها على عاتقه، وأراد بذلك النعمان بن هرم.
فلما أصبحوا جاءت تغلب يقودها عمر بن كلثوم حتى جلس إلى الملك، وجاءت بكر
بالنعمان بن هرم، وهو أحد بني ثعلبة بن غنيم بن يشكر، فلما اجتمعوا عند
الملك قال عمرو بن كلثوم للنعمان: يا أصمّ جاءت بك أولاد ثعلبة تناضل عنهم
وهم يفخرون عليك. فقال النعمان: وعلى من أظلّت السماء كلها يفخرون ثم لا
ينكر ذلك. فقال عمرو بن كلثوم: أما والله لو لطمتك لطمةً ما أخذوا لك بها.
فقال له النعمان: والله لو فعلت ما أفلتّّ بها أنت ومن فضّلك. فغضب عمرو
بن هند، وكان يؤثر بني تغلب على بكر، فقال لابنته: يا حارثة، أعطيه لحناً
بلسان أنثى، أي شبيه بلسانك. فقال النعمان: أيها الملك، أعطِ ذلك أحبَّ
أهلك إليك. فقال: يا نعمان أيسرُّك أني أبوك? قال: لا، ولكن وددت أنك أمي،
فغضب عمرو غضباً شديداً حتى همّ بالنعمان وطرده. وقام عمر بن كلثوم وأنشد
معلقته، وقام بإثره الحارث بن حلّزة وارتجل قصيدته.
وقصيدة عمرو بن كلثوم لم ينشدها على صورتها، كما وردت في أثناء المعلقات،
وإنما قال منها ما وافق مقصوده، ثم زاد عليها بعد ذلك أبياتاً كثيرة،
وافتخر بأمور جرت له بعد هذا العهد، وفيها يشير إلى شتم عمرو بن هند لأمه
ليلى بنت مهلهل. وقد قام بمعلقته خطيباً بسوق عكاظ، وقام بها في موسم مكة.
إلا أن عمرو بن هند آثر قصيدة الحارث بن حلزة وأطلق السبعين بكرياً، فضغن
عمرو بن كلثوم على الملك، وعاد التغلبيون إلى أحيائهم. وما تفضيل الملك
عمرو لقصيدة الحارث إلا لأنه كان جباراً متكبّراً مستبدّاً، وكان يريد
إذلال عمرو بن كلثوم وإهانته ويضمر ذلك في نفسه، فقضى لبكر حسداً لعمرو
لإذلاله بشرفه وحسبه ومجده.
ثم إن الملك عمراً كان جالساً يوماً مع ندمائه، فقال لهم: هل تعلمون أحداً
من العرب تأنف أمه من خدمة أمي هند? فقالوا: نعم، أم عمرو بن كلثوم. قال:
وَلِمَ? قالوا: لأنّ أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب بن وائل أعز العرب،
وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيّد قومه، وكانت هند
عمة امرئ القيس بن حجر الشاعر، وكانت أم ليلى بنت مهلهل هي بنت أخي فاطمة
بنت ربيعة التي هي أم امرئ القيس وبينهما هذا النسب. فأرسل عمرو بن هند
إلى عمرو بن كلثوم يستزيره، ويسأله أن يزير أمه أمه. فأقبل عمرو بن كلثوم
من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأقبلت ليلى أمه في ظعن من
بني كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأم عمرو بن هند
برواقه فضرب فيما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا
في وجوه بني تغلب، فدخل عمرو بن كلثوم على الملك عمرو في رواقه، ودخلت
ليلى وهند في قبة من جانب الرواق. وكان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم
إذا دعا الطُرُف وتستخدم ليلى. ودعا الملك عمرو بمائدة، ثم دعا بطرف،
فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق، فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى
حاجتها، فأعادت عليها فصاحت ليلى: واذلاّه، يا لتغلب! فسمعها ابنها عمرو،
فثار الدم في وجهه. ونظر إليه عمرو بن هند فعرف الشرَّ في وجهه، فوثب عمرو
بن كلثوم إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالرواق، ليس هناك سيف غيره، فضرب به
رأس ابن هند وقتله، وكان ذلك نحو سنة 569م، ثم نادى عمرو في بني تغلب
فانتبهوا ما في الرواق وساقوا نجائبه وساروا نحو الجزيرة، وجاشت نفس عمرو
وحمي غضبه وأخذته الأنفة والنخوة فنظم بعض معلقته في هذه الحادثة يصف فيها
حديثه مع ابن هند ويفتخر بأيام قومه وغاراتهم المشهورة.
ومن أخبار عمرو بن كلثوم بعد ذلك أنه أغار على بني تميم، ثم مرّ من غزوه
ذلك على حي من بني قيس بن ثعلبة، فملأ يديه منهم وأصاب أسارى وسبايا، وكان
فيمن أصاب أحمر بن جندل السعدي، ثم انتهى إلى بني حنيفة باليمامة وفيهم
أناس من عجل، فسمع بها أهل حجر، فكان أول من أتاه من بني حنيفة بنو سحيم
عليهم يزيد بن عمرو بن شمر، فلما رآهم عمرو بن كلثوم ارتجز وقال:
مَن عالَ منا بعدها فلا اجتَبَرْ- ولا سقى الماءً ولا أرعى الشَّجَرْ
بنو لُجيمٍ وجعاسيسُ مُضَرْ- بجانب الدوِّ يُديهونَ العَكَرْ
فانتهى إليه يزيد بن عمرو فطعنه فصرعه عن فرسه وأسره، وكان يزيد شديداً جسيماً، فشدّه في القدّ وقال له: أنت الذي تقول:
متى تُعقد قرينتُنا بحبلٍ- نجذّ الحبلَ أو نَقْصِ القرينا
أما إني سأقرنك إلى ناقتي هذه فأطردكما جميعاً. فنادى عمرو بن كلثوم: يا
لربيعة، أمثلة! قال: فاجتمعت بنو لجيم فنهوه، ولم يكن يريد ذلك به، فسار
به حتى أتى قصراً بحجر من قصورهم، وضرب عليه قبّة ونحرَ له وكساه وحمله
على نجيبة وسقاه الخمر، فلما أخذت برأسه تغنّى:
أأجمعُ صُحبتي الشَّحَرَ ارتحالاً- ولم أشْعُرْ بِبَينٍ منك هالا
ولم أرَ مثلَ هالَةَ في معَدٍّ- أُشَبّهُ حسْنَها إلاَّ الهِلالا
ألا أبْلِغ بني جُشَمِ بْنَ بكرٍ- وتغلبَ كلّما أتَيا حَلالا
بأنَّ الماجدَ القرْمَ ابن عمرو- غداة نُطاعُ قد صدَقَ القِتالا
كتيبَتُهُ مُلَمْلمَةٌ رَداحٌ- إذا يرمونها تُفني النّبالا
جزى الله الأغَرَّ يزيدَ خيراً- ولقَّاه المسَرَّة والجمالا
بمآخذِه ابنَ كُلثومَ بنَ عمرٍو- يزيدُ الخيرِ نازَلَهُ نِزالا
بِجمعٍ مِن بني قرَّان صِيدٍ- يُجيلونَ الطّعانَ إذا أجالا
يزيدُ يُقَدّم السُّفراءَ حتى- يُروّي صدرها الأسَلَ النِّهالا
وعنه أخبر ابن الأعرابي، قال: إن بني تغلب حاربوا المنذر بن ماء السماء،
فلحقوا بالشام خوفاً، فمرّ بهم عمرو بن أبي حجر الغسّاني فلم يستقبلوه.
وركب عمرو بن كلثوم فلقيه، فقال له الملك: ما منع قومك أن يتلقوني? قال:
لم يعلموا بمرورك. فقال: لئن رجعت لأغزونّهم غزوة تتركهم أيقاظاً لقدومي.
فقال عمرو: ما استيقظ قوم قط إلاّ نبلُ رأيهم وعزّت جماعتهم، فلا توقظن
نائمهم. فقال: كأنك تتوعّدني بهم، أما والله لتعلمنّ إذا نالت غطاريف
غسّان الخيل في دياركم أن أيقاظ قومك سينامون نومة لا حلم فيها تجتثُّ
أصولهم وينفى فلُّهم إلى اليابس الجرد والنازح الثمد. ثم رجع عمرو بن
كلثوم عنه وجمع قومه وقال:
ألا فاعلم أبيت اللعن أنّا- على عمدٍ سنأتي ما نريدُ
تعلّمْ أنّ محملنا ثقيلٌ- وأنّ زِنادَ كبَّتنا شديدُ
وأنّا ليس حيٌّ من مَعِدٍّ- يوازينا إذا لُبسَ الحديدُ
فلما عاد الحارث الأعرج غزا بني تغلب، فاقتتلوا واشتد القتال بينهم. ثم
انهزم الحارث وبنو غسّان وقتل أخو الحارث في عدد كثير، فقال عمرو بن كلثوم:
هلاّ عطفتَ على أخيك إذا دعا- بالثكل ويل أبيك يا ابنَ أبي شَمِرْ
قذفَ الذي جشّمت نفسك واعترف- فيها أخاك وعامر بن أبي حُجُرْ
هكذا عاش عمرو بن كلثوم عظيماً من عظماء الجاهلية وأشرافهم وفرسانهم، عزيز
النفس، مرهوب الجانب، شاعراً مطبوعاً على الشعر. وقد عمّر طويلاً حتى إنهم
زعموا أنه أتت عليه خمسون ومائة سنة، وكانت وفاته في حدود سنة 600 م. وقد
روى ابن قتيبة خبر وفاته، قال: فانتهى (ويعني يزيد بن عمرو) به إلى حجر
فأنزله قصراً وسقاه، فلم يزل يشرب حتى مات. وذكر ابن حبيب خبراً آخر في
موت عمر بن كلثوم فقال: وكانت الملوك تبعث إليه بحبائه وهو في منزله من
غير أن يفد إليها، فلما ساد ابنه الأسود بن عمرو، بعث إليه بعض الملوك
بحبائه كما بعث إلى أبيه، فغضب عمرو وقال: ساواني بعَوْلي! ومحلوفه لا
يذوق دسماً حتى يموت، وجعل يشرب الخمر صرفاً على غير طعام، فلما طال ذلك
قامت امرأته بنت الثُوير فقتّرت له بشحم ليقرم إلى اللحم ليأكله، فقام
يضربها ويقول:
معاذَ الله تدعوني لِحنْثٍ- ولو أقْفَرْتُ أيّاماً قُتارُ
فلم يزل يشرب حتى مات.
ولعمرو ابن اسمه عبّاد بن عمرو بن كلثوم، كان كأبيه شجاعاً فارساً، وهو
الذي قتل بشر بن عمرو بن عدس، كما أنّ مرة بن كلثوم، أخا عمرو، هو الذي
قتل المنذر بن النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وفي ذلك يقول الأخطل التغلبي
مفتخراً:
أبني كليب إنّ عميَّ اللذا- قتلا الملوكَ وفكّكا الأغلالا
وله عقب اشتهر منهم كلثوم بن عمرو العتّابي الشاعر المترسّل، من شعراء الدولة العباسية.
وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً
بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن عمرو
بن كلثوم في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: يقف
عمرو بن كلثوم، شيخ قبيلة بني تغلب، في الصف الأول لشعراء ما قبل الإسلام.
يقال إنه ولد قبل بداية القرن السادس وأصبح شيخاً لقبيلة في سن الخامسة
عشرة وتوفي قرابة نهاية القرن، اثنا وعشرون سنة قبل الهجرة.
يقال إن والد أمه ليلى بنت المهلهل، سيدة أصبحت لها مكانة مرموقة بين
العرب لاحقاً، قد أمر بوأدها كما كانت عادة العرب آنذاك، لكنه أبقى على
حياتها بعد تحذير رآه في حلم.
كان عمرو شخصاً حاد الطبع، متكبراً، كريماً، محبوباً من أبناء قبيلته
وشاعراً منذ نعومة أظافره. ذكر سبب نظم معلقته في كتاب الأغاني على النحو
التالي:
قصة قتله لعمرو بن هند: قال أبو عمرو حدثني أسد بن عمرو الحنفي وكرد بن
السمعي وغيرهما، وقال ابن ال***ي حدثني أبي وشرقي بن القطامي، وأخبرنا
إبراهيم بن أيوب عن ابن قتيبة: أن عمرو بن هند قال ذات يوم لندمائه: هل
تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي، فقالوا: نعم! أم عمرو بن
كلثوم. قال: ولم، قالوا: لأن أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب وائل أعز
العرب، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيد قومه. فأرسل
عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويسأله أن يزير أمه أمه. فأقبل
عمرو من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب. وأمر عمرو بن هند
برواقه فضرب فيما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا
في وجوه بني تغلب. فدخل عمرو بن كلثوم على عمر بن هند في رواقه، ودخلت
ليلى وهند في قبة من جانب الرواق. وكانت هند عمة امرئ القيس بن حجر
الشاعر، وكانت أم ليلى بنت مهلهل بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي أم امرئ
القيس، وبينهما هذا النسب. وقد كان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا
دعا بالطرف وتستخدم ليلى. فدعا عمرو بمائدةٍ ثم دعا بالطرف. فقالت هند:
ناوليني يا ليلى ذلك الطبق. فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها.
فأعادت عليها وألحت. فصاحت ليلى: واذلاه! يا لتغلب! فسمعها عمرو بن كلثوم
فثار الدم في وجهه، ونظر إلى عمر بن هند فعرف الشر في وجهه، فوثب عمرو بن
كلثوم إلى سيفٍ لعمرو بن هند معلقٍ بالرواق ليس هناك سيف غيره، فضرب به
رأس عمرو بن هند، ونادى في بني تغلب، فانتهبوا ما في الرواق وساقوا
نجائبه، وساروا نحو الجزيرة.
هكذا وردت الحكاية. وزن معلقة عمرو بن كلثوم والحارث أقصر من الآخرين، لكن
معلقة عمرو ليست بأقل من الأخريات. لعلها أفضل للسمة الجدلية للقصائد وبها
إيقاع ما ورنين في غاية الجاذبية. تروق المواضيع التي تتطرق إليها
المعلقات، سياسية في معظمها، بقوة إلى القارىء الإنجليزي المعاصر، غير
أنها تتحلى بالنسبة لمن يعرف الشعر العربي المعاصر بأهمية خاصة جداً لأنها
تظهر كم قليلاً تغير عالم البدو في أفكاره السياسية أو حتى في وضعه
السياسي في 1400 سنة الماضية. يصعب وجود فكرة عبر عنها المدافعون عن قضية
لا تسمع اليوم من أفواه شيوخ القبائل المتنازعة الذين ارتحلوا إلى حايل
لإنهاء خلافاتهم أمام ابن رشيد. الفرق الوحيد أن خطب المتنافسين اليوم لم
تعد تقدم عبر القصائد.
وقال عنه دبليو إى كلوستون في كتاب من تحريره عن الشعر العربي: كان عمرو
بن كلثوم أميراً من قبيلة أرقم، أحد فخوذ بني تغلب. كانت أمه ليلى ابنة
المهلهل وهند، التي أراد والدها وأدها كما كانت عادة العرب، لكنه سمع
صوتاً في منامه يقول له إن ابنته ستصبح أم بطل. طلب إعادتها إلى البيت
وكانت ما تزال على قيد الحياة. تزوجت ليلى من كلثوم وحلمت بعد مولد عمرو
أنه سيكون أشجع المحاربين.
دارت حرب طويلة بين تغلب وبني بكر إثر مقتل كليب بن ربيعة. اتفق على وقف
الحرب وليحكم فيها عمرو بن هند، ملك الحيرة، الملك نفسه الذي أمر بقتل
طرفه. كان عمرو بن كلثوم المدافع عن بني تغلب والحارث بن حلزة المدافع عن
بني بكر. يورد النقاش في معلقته. وحيث إن الملك لم يسر بتفاخر عمرو بن
كلثوم، حكم لصالح بني بكر، فقتله عمرو بن كلثوم ثأراً، كما يظن لقتله
طرفه، آخرون يرون وربما هم أصوب، لحكمه ضد بني تغلب.
ذكرت ظروف مقتل الملك على النحو التالي:
قصة قتله لعمرو بن هند: قال أبو عمرو حدثني أسد بن عمرو الحنفي وكرد بن
السمعي وغيرهما، وقال ابن ال***ي حدثني أبي وشرقي بن القطامي، وأخبرنا
إبراهيم بن أيوب عن ابن قتيبة: أن عمرو بن هند قال ذات يوم لندمائه: هل
تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي? فقالوا: نعم! أم عمرو بن
كلثوم. قال: ولم? قالوا: لأن أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب وائل أعز
العرب، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيد قومه. فأرسل
عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويسأله أن يزير أمه أمه. فأقبل
عمرو من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب. وأمر عمرو بن هند
برواقه فضرب فيما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا
في وجوه بني تغلب ?. فدخل عمرو بن كلثوم على عمر بن هند في رواقه، ودخلت
ليلى وهند في قبة من جانب الرواق. وكانت هند عمة امرئ القيس بن حجر
الشاعر، وكانت أم ليلى بنت مهلهل بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي أم امرئ
القيس، وبينهما هذا النسب. وقد كان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا
دعا بالطرف وتستخدم ليلى. فدعا عمرو بمائدةٍ ثم دعا بالطرف. فقالت هند:
ناوليني يا ليلى ذلك الطبق. فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها.
فأعادت عليها وألحت. فصاحت ليلى: واذلاه! يا لتغلب! فسمعها عمرو بن كلثوم
فثار الدم في وجهه، ونظر إلى عمر بن هند فعرف الشر في وجهه، فوثب عمرو بن
كلثوم إلى سيفٍ لعمرو بن هند معلقٍ بالرواق ليس هناك سيف غيره، فضرب به
رأس عمرو بن هند، ونادى في بني تغلب، فانتهبوا ما في الرواق وساقوا
نجائبه، وساروا نحو الجزيرة.
نظم عمرو بن كلثوم علاوة على معلقته بعض قصائد الهجاء المرير للنعمان ملك الحيرة وأمه التي كانت ابنة صائغ.
لما حضرت عمرو بن كلثومٍ الوفاة وقد أتت عليه خمسون ومائة سنة، جمع بنيه
فقال: يا بني، قد بلغت من العمر ما لم يبلغه أحد من آبائي، ولا بد أن ينزل
بي ما نزل بهم من الموت. وإني والله ما عيرت أحداً بشيء إلا عيرت بمثله،
إن كان حقاً فحقاً، وإن كان باطلاً فباطلاً. ومن سب سب؛ فكفوا عن الشتم
فإنه أسلم لكم، وأحسنوا جواركم يحسن ثناؤكم، وامنعوا من ضيم الغريب؛ فرب
رجلٍ خير من ألف، ورد خير من خلف. وإذا حدثتم فعوا، وإذا حدثتم فأوجزوا؛
فإن مع الإكثار تكون الأهذار . وأشجع القوم العطوف بعد الكر، كما أن أكرم
المنايا القتل. ولا خير فيمن لا روية له عند الغضب، ولا من إذا عوتب لم
يعتب . ومن الناس من لا يرجى خيره، ولا يخاف شره؛ فبكؤه خير من دره،
وعقوقه خير من بره. ولا تتزوجوا في حيكم فإنه يؤدي إلى قبيح البغض."


المعلقة



موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Poem8
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.madmun.info/
Admin
المدير المؤسس
المدير المؤسس
Admin


ذكر
الحصان
عدد المساهمات : 6050
نقاط : 25371
احترام القوانين : 29
تاريخ التسجيل : 25/08/2009
العمر : 34
العمل/الترفيه : مصمم ومبرمج

موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص   موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Icon_minitimeالخميس أكتوبر 22, 2009 3:54 am

الحارث بن حلزة


نحو (... - 54 ق. هـ = ... - 570 م)

هو الحارث بن حلّزة بن مكروه بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن عيد، ينتهي
نسبه، كما ذكر التبريزي، إلى يشكر بن بكر بن وائل بن نزار. شاعر جاهلي من
أصل بادية العراق، كان أبرص فخوراً، ارتجل معلقته بين يدي عمرو بن هند
الملك بالحيرة. جمع بها كثيراً من أخبار العرب ووقائعهم حتى صار مضرب
المثل في الافتخار، فقيل: أفخر من الحارث بن حلزة. اختلف الرواة اختلافاً
بيّناً، حول عصره وولادته، وسنّه يوم إنشاد معلّقته: ذكر التبريزي أنه
ألقى قصيدته هذه وهو في العقد الرابع بعد المئة، وذهب المستشرق "دوبرسفال"
إلى أنه عمّر بعد تلك المناسبة ما يزيد على خمسة عشر عاماً، ومات ابن مئة
وخمسين سنة.
ومهما يكن من أمر هذا الاختلاف فالحارث أحد المعمّرين ويتفق الرواة على
أنه كان يكبر عمرو بن كلثوم حين ناظره في مجلس عمرو بن هند بدليل ما في
شعره من الاعتداد الرّصين بقومه البكريين، وما أبدى من الحنكة والدراية
بنفسية الملوك وحسن خطابهم في تلك المناسبة. فقد كان الحارث يشكو من وضح
(أي برص)، جعله يتردّد أول الأمر في تمثيل قبيلته ومواجهة عمرو بن كلثوم
شاعر تغلب. وهو لذلك لم يتقدّم بادئ ذي بدء وأفسح المجال للنعمان بن هرم،
الذي كان تيّاهاً متعاظماً، فلم يحسن خطاب الملك، وإذ اندفع بتهوره إلى
إغاظته وإيغار صدره حتى أمر بطرده من مجلسه.
وأمام هذه الحادثة، ثارت الحميّة في نفس الحارث فارتجل قصيدته. وكان الملك
قد أقام بينه وبينه سبعة ستور، ثم راح يرفعها الواحد بعد الآخر، إعجاباً
بذكاء الحارث، وتقديراً لشاعريته. ونظراً لأهمية هذه المناظرة في حياة هذا
الشاعر وظروف الخصومة بين بكر وتغلب على إثر حرب البسوس، فقد رأينا من
المستحسن أن نثبت رواية أبي عمرو الشيباني، التي جاءت أكثر كتب الأدب على
ذكرها، وفي مقدمتها الأغاني لأبي فرج الذي قال: قال أبو عمرو الشيباني:
كان من خبر هذه القصيدة والسبب الذي دعا الحارث إلى قولها أن عمرو بن هند
الملك- وكان جبّاراً عظيم الشأن والمُلك- لما جمع بكراً وتغلب ابني وائل،
وأصلح بينهم، أخذ من الحييّن، رهناً من كل حيّ مائة غلام ليكف بعضهم عن
بعض. فكان أولئك الرهن- يكونون معه في سيره ويغزون معه. فأصابتهم ريح
سَمُومٌ في بعض مسيرهم فهلك عامّة التغلبيين، وسلم البكريون. فقالت تغلب
لبكر: أعطونا ديات أبنائنا، فإن ذلك لكم لازم، فأبت بكر بن وائل. ثم
اجتمعت تغلب إلى عمرو بن كلثوم وأخبروه بالقصة. فقال عمرو- لقومه-: بمن
ترون بكر تعصب أمرها اليوم قالوا: بمن عسى إلا برجل من أولاد ثَعْلَبة.
قال عمرو: أرى والله الأمر سينجلي عن أحمر أصلج أصّم من بني يشكر. "فجاءت
بكر بالنعمان بن هرم: أحد بني ثعلبة... وجاءت تغلب بعمرو بن كلثوم. فلما
اجتمعوا عند الملك قال عمرو بن كلثوم للنعمان بن هرم: يا أصمّ! جاءت بك
أولاد ثعلبة تناضل عنهم وهو يفخرون عليك! فقال النعمان: وعلى من أظلّت
السماءُ كلُّها يفخرون، ثم لا يُنكر ذلك. فقال عمرو له: أما والله لو
لطمتُك لطمة ما أخذوا لك بها. فجاء جواب النعمان نابياً وبذيئاً. فغضب
عمرو بن هند وكان يؤثر بني تغلب على بكر، فقال: يا جارية أعطيه لَحْياً
بلسان أنثى (أي اشتميه بلسانك). فقال: أيها الملك أعط ذلك أحب أهلك إليك.
فقال: يا نعمانُ أيسرُّك أني أبوك قال: لا! ولكن وددت أنّك أميّ. فغضب
عمرو بن هند غضباً شديداً حتى همّ بالنّعمان.
وقام الحارث بن حلّزة فارتجل قصيدته هذه ارتجالاً: توكّأ على قوسه وأنشدها
وانتظم كفّه وهو لا يشعر من الغضب حتى فرغ منها. وأورد ابن ال***ي حول تلك
المناسبة قوله: "أنشد الحارث عمرو بن هند هذه القصيدة وكان به وضَح. فقيل
لعمرو بن هند: إنّ به وضحاً. فأمر أن يجعل بينه وبينه ستر فلما تكلّم أعجب
بمنطقه، فلم يزل عمرو (أي الملك) يقول: أدنوه حتى أمر بطرح الستر وأقعده
معه قريباً منه لإعجابه به.
وجاء في خزانة الأدب للبغدادي أن الذي يقول "ارفعوا ستراً، وأدنوا
الحارث"، هي هند أم الملك. ولم تزل تقول ذلك، والملك بما أمرت، حتى رفعت
الستور وكانت سبعة فأدنى ابن حلزة منه وأطعمه في جفنته وأمر أن لا ينضح
أثره بالماء. وأضاف البغدادي بأنّ الملك أمر بجزّ نواصي السبعين بكريّاً
الذين كانوا رهناً عنده، ودفعها إليه. ويذكر الباحثون أن هذه النّواصي
بقيت في بني يشكر بعد الحارث وكانت موضع فخارها بشاعرها. ويروى أن الملك
أراد أن يؤكد للحارث تقديره لهذه المعلقة المفخرة فأمره ألا ينشدها إلا
متوضئاً.
وخبر الحارث في بلاط عمرو بن هند هو أبرز مواقف حياته وفيه ورد أفضل ما
قاله من الشعر وهو المعلّقة. وفي خلال ذلك لم يردنا الكثير عن حياة هذا
الشاعر، ولاسيما أيامه الأخيرة ووفاته. لكنّ نفراً من الأدباء في المراجع
القديمة اتفق على أن الحارث كان بين المعمّرين من الشعراء، وعنهم أخذ الأب
شيخو فذكر أن الشاعر اليشكري مات سنة 580م وكان عمره مئة وخمسين سنة،
فتكون ولادته بحسب هذه الرواية في حدود 430م.
وأبرز ما قيل في شخصية الحارث متصل بهذا الحدث المشهور في سيرته وشعره.
فقد أعجب المؤرخون بحكمته وحسن درايته بمواطن الشاعرية، وتفوقه على خصمه
في استمالة الملوك واستدرار رعايتهم وتحويل قلوبهم من الحذر إلى الودّ.
ويكفي هذا شاهداً على الإرادة القوية والأناة والجرأة في الأوقات العصيبة
الحرجة، عند الحاجة إلى ذكاء العقل في دفع الملمّات. وشعر الحارث، متوّجاً
بالمعلقة، يجمع بين القيمة التاريخية والأدبيّة ويجعل من صاحبها الشاعر
الخطيب، والخطيب المنافح عن قومه وعزّتهم بكبرياء لا يخالطه صلف، وأنفة لا
تشوبها غلظة أو غرور فارغ. فهو أحد شعراء المعلقات الأكثر بعداً عن الهوس
والحماس الطائش، والدفاع الأرعن المتهوِّر. وأظهر ما في أسلوب الحارث،
روعة الإيجاز وقوة الحجة والعناية بالتمثيل البياني والوصف البليغ والحرص
على المتانة وقوة التركيب وقد تنوّعت في ديوان الحارث الأوزان والقوافي
وبرّزت معلّقته على ما عداها من قصائد الكبار بفخامتها وجرسها فكانت سبب
خلود صاحبها حتى قال الشيباني: لو قال الحارث معلّقته في حول لم يُلم.
وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً
بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن
الحارث بن حلزة في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن
العشرين: لم يقدم من شرحوا المعلقات كثيراً عن الحارث بن حلزة من بني بكر،
سوى ما يتعلق بالدفاع عن قضية قبيلته أمام عمرو بن هند ضد تغلب. كان
نبيلاً ومحارباً مثل كل شعراء المعلقات، كما عمر طويلاً ويقال إنه نظم
معلقته في سن المئة. إذا ما صدقت هذه الرواية، يكون أقدم شعراء المعلقات
مولداً، إذ أن إلقاء المعلقة يعود إلى سنة 560 ميلادية. باستثناء ما يعرف
عن معلقته ليس هناك من شيء مدون حول حياته.
معلقته من أولها إلى آخرها قطعة من الدفاع الخاص، أي أن موضوعها سياسي،
وهذا ما يجعلها الأقل مثارة للاهتمام من بين المعلقات السبع. إلى حد ما،
هي ليست مزخرفة بالأوصاف الطبيعية البرية للحيوانات والطيور والأشجار، ما
يصنع سحر وفتنة المعلقات الأخرى، كما ليس هناك كثيراً من الأصالة أو
العاطفة الجياشة في مطلعها، لعله ذكر هذا كنوع من التقليد المرعي، وربما
استعاره في عمره المتقدم من شعر شبابه، إذ أنها لا تتقاسم سمات بقية
المعلقة، ولا صدى لها في بقية المعلقة. القصيدة نقاش طويل يعبر عنه بحماس
وليس دون جمال، لكن بمديح للأمير المخاطب، أمر شائع بين شعراء ما قبل
الإسلام. يقال إن هند أم الأمير سرت لذكر اسمها في أبيات القصيدة الأولى
وأنها أثرت على ابنها عمرو لتلبية مطلب الحارث. يقدم التبريزي بعض
التفاصيل حول هذه النقطة.
قال إن الحارث أعد معلقته لهذه المناسبة لكنه شعر بالخجل لإلقائها بسبب
إصابته بالجذام. طلب الملك منه إلقاءها من وراء سبع ستائر، وبعد ذلك طلب
غسل موطيء قدميه بالماء، لكنه في الأخير اقتنع وألقى الحارث قصيدته من خلف
ستارة. كانت هند تسمع وقالت " تالله لم أر مثل هذا اليوم الذي يتكلم فيه
رجل من خلف سبع ستائر. أمر الملك برفع الستارة الثالثة والثانية ثم رفعها
كلها حتى يقف الشاعر أمام الملك ، وطلب منه تناول الطعام من طبقه، وعندما
خرج أمر بعدم غسل موطيء قدميه. وهكذا حقق الحارث مأربه بإصدار ابن هند
مرسوماً لصالح قبيلته.
وقال عنه دبليو إى كلوستون في كتاب من تحريره عن الشعر العربي: أرسل
الحارث بن حلزة وقد جاوز المئة من العمر، وإن كان ما يزال قوياً نسبياً،
إلى بلاط عمرو بن هند، ملك الحيرة ليمثل قبيلة بني بكر إثر خلافها مع بني
تغلب. تحتوي معلقته النقاش الذي دار في هذه المناسبة، التي كان تأثيرها من
القوة حتى أن أمير الحيرة حكم لصالح بني بكر، وتكريماً للشاعر رفع الملك
الستائر السبع التي وضعها أثناء إلقائه قصيدته وطلب منه الجلوس بجانبه.
هناك اعتقاد أن الملك قتل بسبب هذا الحكم على يد عمرو بن كلثوم كما ذكر
سابقاً.



المعلقة



موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Poem2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.madmun.info/
Admin
المدير المؤسس
المدير المؤسس
Admin


ذكر
الحصان
عدد المساهمات : 6050
نقاط : 25371
احترام القوانين : 29
تاريخ التسجيل : 25/08/2009
العمر : 34
العمل/الترفيه : مصمم ومبرمج

موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص   موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Icon_minitimeالخميس أكتوبر 22, 2009 3:55 am



لبيد بن ربيعة


( ... - 41 هـ = ... - 661 م)

هو لبيد بن ربيعة بن مالك العامري، أبو عقيل، من هوازن قيس. كان من
الشعراء المعدودين وأحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية، من أهل
عالية نجد، أدرك الإسلام، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم. يعد من
الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. ترك الشعر فلم يقل في الإسلام إلا بيتاً
واحداً. وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً.
اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف
على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن لبيد في كتاب
لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: عاش أيضاً في
الجاهلية والإسلام. عمر طويلاً وترك نظم الشعر بعد إسلامه. قصة إسلامه
أسطورة ورعٍ، إذ أن أخيه أربد قدم إلى الرسول بتفويض من كلاب وقد عزم، كما
يقال، على غدره وقتله. حين نطق بعض كلمات عاقة ضربته صاعقة برق واختفى.
قدم وفد آخر ضمنه لبيد الذي ألصق على باب الكعبة في مكة قصيدة مطلعها:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل- وكل نعيم لا محالة زائل
أعجب كل أهل مكة بهذه القصيدة، ولم يجرؤ أحد على منافسته. لكن بعد فترة
وجدت قصيدة أخرى بجانبها. عندما رآها لبيد وأدرك أنها مرسلة إلى الرسول
انحنى الشاعر الطاعن في السن احتراماً للشاب معترفاً به كرسول الله. رغم
تأكيد المتقين للحكاية، إلا أنها لا تشكل تاريخاً معتمداً، وتبدو غير
محتملة. ما هو مؤكد أنه في سن متقدمة جداً، يقال مئة عام، اعتنق الإسلام
وعاش مكرماُ حتى عهد معاوية.
أقوال لبيد في أيامه الأخيرة غزيرة، وإن لم يذكر من أيام جاهليته شيئاً
إلى حد ما، ربما لأنه أراد بنفسه أن تنسى. الحكاية الوحيدة المثيرة
للاهتمام هي عندما كان صبياً ومسافراً مع بني جعفر حدثت القصة التالية:
وفد أبو براء ملاعب الأسنة- وهو عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب- وإخوته
طفيل ومعاوية وعبيدة، ومعهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر، وهو غلام، على
النعمان بن المنذر، فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي، وكان الربيع ينادم
النعمان مع رجل من أهل الشام تاجر، يقال له: سرجون بن نوفل، وكان حريفاً
للنعمان- يعني سرجون- يبايعه، وكان أديباً حسن الحديث والمنادمة، فاستخفه
النعمان، وكان إذا أراد أن يخلو على شرابه بعث إليه وإلى النطاسي- متطبب
كان له- وإلى الربيع بن زياد، وكان يدعى الكامل. فلما قدم الجعفريون كانوا
يحضرون النعمان لحاجتهم، فإذا خلا الربيع بالنعمان طعن فيهم، وذكر
معايبهم، ففعل ذلك بهم مراراً، وكانت بنو جعفر له أعداء، فصده عنهم،
فدخلوا عليه يوماً فرأوا منه تغيراً وجفاء، وقد كان يكرمهم قبل ذلك ويقرب
مجلسهم، فخرجوا من عنده غضاباً، ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو
بإبلهم كل صباح، فيرعاها، فإذا أمسى انصرف بإبلهم، فأتاهم ذات ليلة
فألفاهم يتذاكرون أمر الربيع، وما يلقون منه؛ فسالهم فكتموه، فقال لهم:
والله لا أحفظ لكم ****اً، ولا أسرح لكم بعيراً أو تخبروني.
وكانت أم لبيد امرأة من بني عبس، وكانت يتيمة في حجر الربيع، فقالوا: خالك
قد غلبنا على الملك، وصد عنا وجهه، فقال لهم لبيد: هل تقدرون على أن
تجمعوا بينه وبيني فأزجره عنكم بقول ممض، ثم لا يلتف النعمان إليه بعده
أبداً. فقالوا: وهل عندك من ذلك شيء? قال: نعم، قالوا: فإنا نبلوك بشتم
هذه البقلة - لبقلة قدامهم دقيقة القضبان قليلة الورق لاصقة فروعها
بالأرض، تدعى التربة - فقال: هذه التربة التي لا تذكى ناراً، ولا تؤهل
داراً، ولا تسر جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كليل، وخيرها قليل، بلدها شاسع،
ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها ضائع، أقصر البقول فرعاً،
وأخبثها مرعى، وأشدها قلعاً، فتعساً لها وجدعاً، القوا بي أخا بني عبس،
أرجعه عنكم بتعس ونكس، وأتركه من أمره في لبس.
فقالوا: نصبح فنرى فيك رأينا. فقال لهم عامر: انظروا غلامكم؛ فإن رأيتموه
نائماً فليس أمره بشيء، وإنما يتكلم بما جاء على لسانه، ويهذي بما يهجس في
خاطره، وإذا رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم. فرمقوه بأبصارهم، فوجدوه قد ركب
رحلاً، فهو يكدم بأوسطه حتى أصبح.
فلما اصبحوا قالوا: أنت والله صاحبنا، فحلقوا رأسه، وتركوا ذؤابتين،
وألبسوه حلة، ثم غدوا به معهم على النعمان، فوجدوه يتغذى ومعه الربيع وهما
يأكلان، ليس معه غيره، والدار والمجالس مملوءة من الوفود. فلما فرغ من
الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه، وقد كان تقارب أمرهم، فذكروا للنعمان
الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترض الربيع في كلامهم، فقام لبيد يرتجز،
ويقول:
أكل يوم هامتي مقزعه- يا رب هيجاً هي خير من دعه
ومن خيار عامر بن صعصعه- نحن بنو أم البنين الأربعه
والضاربون الهام تحت الخيضعه- المطعمون الجفنة المدعدعه
إليك جاوزنا بلاداً مسبعه- يا واهب الخير الكثير من سعه
يخبر عن هذا خيبر فاسمعه- مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه
إن استه من برص ملمعه- وإنه يدخل فيها إصبعه
كأنما يطلب شيئاً أطعمه- يدخلها حتى يواري أشجعه
فلما فرغ من إنشاده التفت النعمان إلى الربيع شزراً يرمقه، فقال: أكذا
أنت? قال: لا، والله، لقد كذب علي ابن الحمق اللئيم. فقال النعمان: أف
لهذا الغلام، لقد خبث علي طعامي. فقال: أبيت اللعن، أما إني قد فعلت بأمه.
فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، وهي من نساء غير فعل ، وأنت المرء فعل
هذا بيتيمة في حجره.
فأمر النعمان ببني جعفر فأخرجوا. وقام الربيع فانصرف إلى منزله، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه به، وأمره بالانصراف إلى أهله.
وكتب إليه الربيع: إني قد تخوفت أن يكون قد وقر في صدرك ما قاله لبيد،
ولست برائم حتى تبعث من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما قال.
فأرسل إليه: إنك لست صانعاً بانتفائك مما قال لبيد شيئاً، ولا قادراً على
ما زلت به الألسن، فالحق بأهلك.
ويبدو أن لبيد نظم معلقته بعد هذه القصة إذ أنها تتضمن تلميحات لما حدث في
الحيرة ويظهر شبابية نبرتها أنها تعود إلى لغة حديث بدو تلك الأيام. ربما
ليس في المعلقات من وصف يضاهي هذه في وصف بقر الوحش أو الظبي، حيوان نادر
لا يوجد إلا في النفود. هذا وحده دليل على أنها نظمت في صباه في الصحراء.
وقال دبليو إى كلوستون عن لبيد، في كتاب من تحريره وتقديمه عن الشعر
العربي: دعي لبيد بن ربيعة من بني كلاب من سخاء كرمه بكنية "ربيعة
المقترن" وكذلك أبو عقيل. كان عمه أبو براء عامر بن مالك، ملاعب الأسنة.
رافق في صباه المبكر وفداً من قبيلته يرأسه عمه إلى بلاط النعمان ملك
الحيرة، حيث نظم قصيدة هجاء ألقاها أمام الملك أثارت غضب أحد رجالات
البلاط الذي كان مكروهاً لدى القبيلة.
كان لبيد شاعراً مخضرماً شهد الجاهلية والإسلام. هناك عدة روايات حول
إسلامه. وفق الأغاني كان لبيد ضمن وفد ذهب إلى الرسول بعد وفاة أخ لبيد
أربد، الذي قتلته صاعقة بعد يوم أو يومين من إلقائه خطبة ضد مباديء
العقيدة الإسلامية. وهناك اعتنق الإسلام وكان طاعناً في السن. يقول آخرون
إن تعليق القصائد على باب الكعبة كان عادة الشعراء كتحد عام في سوق عكاظ
القادم، وهذا ما جعل لبيد يقول:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل- وكل نعيم لا محالة زائل
كانت القصائد تستحوذ على إعجاب الجميع ولا يجرؤ أحد على منافستها حتى وضع
محمد آيات من الجزء الثاني من القرآن بجانبها. دهش لبيد لسموها وأعلن أنها
لابد من إلهام إلهي فمزق معلقته واعتنق الإسلام في الحال. ترك الشعر بعد
ذلك ويقال إنه لم ينظم سوى بيتاً واحداً من الشعر حول إسلامه:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه- والمرء يصلحه القرين الصالح
ذكر الرسول إن شعراء الجاهلية لم ينظموا شعراً أنبل من شعر لبيد.
استقر لبيد في الكوفة بعد إسلامه حيث وافته المنية قرابة نهاية عهد معاوية
(660 ميلادية) في سن 157 سنة كما يذكر ابن قتيبة أو 145 كما ورد في
الأغاني، تسعون منها في الجاهلية وما تبقى في الإسلام.
أرسل حاكم الكوفة يوماً في طلب لبيد وسأله أن يلقي بعضاً من شعره فقرأ
لبيد الجزء الثاني من القرآن الكريم (سورة البقرة) وقال عندما انتهى "
منحني الله هذا عوض شعري بعد أن أصبحت مسلماً."
عندما سمع الخليفة عمر بذلك أضاف مبلغ 500 درهم إلى 2000 درهم التي كان
يتقاضها لبيد. حين أصبح معاوية خليفة اقترح تخفيض راتب الشاعر، ذكره لبيد
أنه لن يعيش طويلاً. تأثر معاوية ودفع مخصصه كاملاً، لكن لبيد توفي قبل أن
يصل المبلغ الكوفة.



المعلقة

موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Poem10
موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Poem102
موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Poem103
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.madmun.info/
Admin
المدير المؤسس
المدير المؤسس
Admin


ذكر
الحصان
عدد المساهمات : 6050
نقاط : 25371
احترام القوانين : 29
تاريخ التسجيل : 25/08/2009
العمر : 34
العمل/الترفيه : مصمم ومبرمج

موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص   موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Icon_minitimeالخميس أكتوبر 22, 2009 3:57 am

الأعشى بن قيس


(... - 7 هـ = ... - 628 م)

هو ميمون بن قيس
بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضُبيعة، من بني قيس بن ثعلبة، وصولاً
إلى علي بن بكر بن وائل، وانتهاء إلى ربيعة بن نزار. يعرف بأعشى قيس،
ويكنّى بأبي بصير، ويقال له أعشى بكر بن وائل، والأعشى الكبير. عاش عمراً
طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر
عمره. مولده ووفاته في قرية منفوحة باليمامة، وفيها داره وبها قبره.

من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية،
كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، فكثرت الألفاظ الفارسية في
شعره. غزير الشعر، يسلك فيه كل مسلك، وليس أحد ممن عرف قبله أكثر شعراً
منه. كان يغني بشعره فلقب بصنّاجة العرب، اعتبره أبو الفرج الأصفهاني، كما
يقول التبريزي: أحد الأعلام من شعراء الجاهلية وفحولهم، وذهب إلى أنّه
تقدّم على سائرهم، ثم استدرك ليقول: ليس ذلك بمُجْمَع عليه لا فيه ولا في
غيره.

أما حرص المؤرخين على قولهم: أعشى بني
قيس، فمردّه عدم اقتصار هذا اللقب عليه دون سواه من الجاهليين
والإسلاميين، إذ أحاط هؤلاء الدارسون، وعلى رأسهم الآمدي في المؤتلف
والمختلف، بعدد ملحوظ منهم، لقّبوا جميعاً بالأعشى، لعل أبرزهم بعد
شاعرنا- أعشى باهلة، عامر ابن الحارث بن رباح، وأعشى بكر بن وائل، وأعشى
بني ثعلبة، ربيعة بن يحيى، وأعشى بني ربيعة، عبد الله بن خارجة، وأعشى
همدان، وأعشى بني سليم.

وأبوه قيس بن جندل هو الذي سمّي بقتيل الجوع، سمّاه بذلك الشاعر جهنّام في معرض التهاجي فقال:
أبوك قتيلُ الجوع قيس بن جندلٍ- وخالُك عبدٌ من خُماعة راضعُ
وتفسير ذلك أن قيساً لجأ إلى غار في يوم شديد الحرارة فوقعت صخرة كبيرة سدّت عليه مدخل ذلك الغار فمات جوعاً.
يفهم من قول ابن قتيبة: وكان ميمون بن
قيس- أعمى، أن لقبه كما يرى- إنّما لحقه بسبب ذهاب بصره، ولعلّ الذين
كنّوه بأبي بصير، فعلوا ذلك تفاؤلاً أو تلطفاً، أو إعجاباً ببصيرته
القوية، ولذا ربطوا بين هذا الواقع الأليم وبين كنيته "أبي بصير" لكنّ
آخرين لم يذهبوا هذا المذهب والعشى في نظرهم تبعاً لدلالته اللغوية ليس
ذهاب البصر بل ضعفه، فلئن كان الأعشى لا يبصر ليلاً فلا شيء يحول دون أن
يكون سليم البصر نهاراً. ومن هذه الزاوية اللغوية على الأرجح كنّي الأعشى
بأبي بصير بباعث الثناء على توقّد بصيرته، وتعويضاً يبعث على الرضا في
مقابل سوء بصر، ولعلّ ما جاء في شعر الأعشى حين طلبت إليه ابنته- كما قال
في بعض قصائده- البقاء إلى جانبها لتجد بقربه الأمن والسلام ولتطمئن عليه
بالكفّ عن الترحال وتحمل مصاعب السفر والتجوال- هو الأقرب إلى تصوير واقعه
وحقيقة بصره، فهو يصف ما حلّ به في أواخر حياته من الضعف بعد أن ولّى
شبابه وذهب بصره أو كاد وبات بحاجة إلى من يقوده ويريه طريقه، وإلى عصاه
يتوكأ عليها، هكذا يصف نفسه فيقول:

رأتْ رجُلاً غائب الوافدي- ن مُخلِف الخَلْق أعشى ضَريراً
وأما تفسير لقب الأعشى الآخر- أي: "صنّاجة العرب"- فمختلف فيه هو الآخر، فقد سمّي- كذلك- لأنه أول من ذكر الصّنج في شعره، إذ قال:
ومُستجيبٍ لصوتِ الصَّنْج تَسَمعُهُ- إذا تُرَجِّع فيه القينةُ الفُضلُ
لكن أبا الفرج أورد تعليلاً مخالفاً
حين نقل عن أبي عبيدة قوله: وكان الأعشى غنّى في شعره، فكانت العرب تسميه
صنّاجة العرب. وإلى مثل هذا أشار حمّاد الرواية حين سأله أبو جعفر المنصور
عن أشعر النّاس، فقال "نعم ذلك الأعشى صنّاجها".

وموطن الأعشى هو بلدة منفوحة في ديار
القبائل البكرية التي تمتد من البحرين حتى حدود العراق. التي نشأ فيها أبو
بصير شاعر بني قيس بن ثعلبة. وكانت دياره أرضاً طيبة موفورة الماء والمرعى
بغلالها وثمار نخيلها. ولئن كان الأعشى قد رأى الحياة في بلدته منفوحة
وأقام فيها فترة أولى هي فترة النشأة والفتوّة، فالراجح أنّه بعد أن تتلمذ
لخاله الشاعر المسيّب بن علس، خرج إثر ذلك إلى محيطه القريب والبعيد فنال
شهرة واكتسب منزلة عالية بفضل شاعريته الفذّة في المديح بخاصة والاعتداد
بقومه البكريين بعامّة. فاتصل بكبار القوم، وكان من ممدوحيه عدد من ملوك
الفرس وأمراء الغساسنة من آل جفنة وأشراف اليمن وسادة نجران واليمامة. ومن
أبرز الذين تعدّدت فيهم قصائده قيس بن معد يكرب وسلامة ذي فائش وهوذة بن
علي الحنفي.

ولقد بات الأعشى بحافز من مثله الأعلى
في الّلذة التي تجسّدت في الخمرة والمرأة، في طليعة الشعراء الذين وظّفوا
الشعر في انتجاع مواطن الكرم يتكسب المال بالمدح، ويستمطر عطاء النبلاء،
والسادة بآيات التعظيم والإطراء حتى قيل عنه، كما أورد صاحب الأغاني: "
الأعشى أوّل من سال بشعره" لكنّ هذا الحكم لا يخلو من تعريض تكمن وراءه
أسباب شتّى من الحسد وسطحية الرأي وربما العصبيّة القبليّة. إن الأعشى
نفسه لم ينكر سعيه إلى المال، ولكنّه كان دائماً حريصاً على تعليل هذا
المسعى والدافع إليه، فلم يجد في جعل الثناء قنطرة إلى الرخاء والاست****
بالتكسّب عاراً فهوعنده جنى إعجابٍ وسيرورة شعر. وفي مثل هذا الاتجاه يقول
لابنته مبرّراً مسعاه إلى الثروة، رافضاً الثّواء على الفقر والحرمان:

وقد طُفتُ للمالِ آفاقَهُ- عُمانَ فحِمص فأورى شِلمْ
أتيتُ النّجاشيَّ في أرضه- وأرضَ النَّبيط، وأرضَ العجمْ
فنجران، فالسَّروَ من حِمْيرٍ- فأيَّ مرامٍ له لم أَرُمْ
ومن بعدِ ذاك إلى حضرموت- ت، فأوفيت همّي وحينا أَهُمْ
ألمْ تري الحَضْرَ إذ أهلُه- بنَعُمى- وهل خالدٌ من نَعِمْ
كان الأعشى بحاجة دائمة إلى المال حتى
ينهض بتبعات أسفاره الطويلة ويفي برغباته ومتطلباته فراح بلاد العرب
قاصداً الملوك.. يمدحهم ويكسب عطاءهم. ولم يكن يجتمع إليه قدر من المال
حتى يستنزفه في لذّته.. ثم يعاود الرحلة في سبيل الحصول على مال جديد،
ينفقه في لذّة جديدة.

هذا هو الغرض من استدرار العطاء
بعبارة الثناء، فكسبه النوال إنما كان لتلك الخصال التي عدّدنا، ولم يكن
الأعشى في حياته إلا باذلاً للمال، سخيّاً على نفسه وذويه وصحبه من
النّدامى ورفاقه في مجالس الشراب، فلا يجد غضاضة أن يحيط ممدوحه بسيرته
هذه كقوله مادحاً قيس بن معد يكرب:

فجِئتُكَ مُرتاداً ما خبّروا- ولولا الذي خبّروا لم تَرَنْ
فلا تحرِمنّي نداكَ الجزيل- فإنّي أُمرؤ قَبْلكُمْ لم أُهَنْ
بحكم ما تقدّم من فعل النشأة وتكوين
العرى الأولى في شخصيّة الأعشى تطالعنا في ثنايا ديوانه، وبالدرس والتحليل
والاستنتاج جوانب غنيّة من عالم الشاعر نكتفي منها بلُمع نتلمس مصادرها في
قصائده ومواقفه وردّات أفعاله وانفعالاته. وفي قمة ما يمور به عالمه
النفسي والفكري اعتقادٌ أملاه الواقع بعبثية الحياة، وتداخل مهازلها بصلب
طبيعتها التي لا تني في تشكيلها وتبدّلها بصور شتى لا تغيّر من جوهرها
المرتكز على ظاهرة التلوّن وعدم الثبات والزوال. وقد ضمّن الأعشى شعره هذه
التأمّلات وهو يصف الموت الذي يطوي الملوك والحصون والأمم والشعوب كمثل
قوله في مطلع مدحه المحلّق:

أرقتُ وما هذا السُّهادُ المؤرّقُ- وما بي من سقم وما بي مَعْشَقُ
ولكن أراني لا أزالُ بحادثٍ- أُغادي بما لم يمسِ عندي وأطرقُ
فما أنتَ إنْ دامتْ عليك بخالدٍ- كما لم يُخلَّدْ قبل ساسا ومَوْرَقُ
وكِسرى شهِنْشاهُ الذي سار مُلكُهُ- له ما اشتهى راحٌ عتيقٌ وزنْبقُ
ولا عادياً لم يمنع الموتَ مالُه- وحصنٌ بتيماءَ اليهوديّ أبلقُ
والأعشى من كبار شعراء الجاهلية: جعله
ابن سلاّم أحد الأربعة الأوائل، في عداد امرئ القيس والنّابغة وزهير فهو
"بين أعلام" الجاهلية، وفحول شعرائها، وهو متقدّم كتقدّم من ذكرنا دونما
إجماع عليه أو عليهم، ومع ذلك فليس هذا بالقليل:

أو ألم يُسأل حسّان بن ثابت ... عن
أشعر الناس كقبيلة لا كشاعر بعينه فقال: "الزّرق من بني قيس بن ثعلبة" ولا
غرو أنّه عنى في المقام الأول الأعشى أبا بصير، وهو ما أكده ال***ي عن
مروان بن أبي حفصة حين أشاد بالأعشى وأحلّه مرتبة الشاعر الشاعر لقوله:

كلا أبَويْكم كان فرعَ دِعامةٍ- ولكنّهم زادوا وأصبحت ناقصاً
وحدّث الرياشي نقلاً عن الشعبيّ ففضّل الأعشى في ثلاثة أبيات واعتبره من خلالها أغزل النّاس وأخنثهم وأشجعهم، وهي على التوالي:
غرّاء فرعاءُ مصقولُ عوارضُها- تمشي الهُوَيْنى كما يمْشي الوَجى الوَحِلُ
قالتْ هريرةُ لمّا جِئتُ زائرَها- ويلي عليكَ وويلي منك يا رجلُ
قالوا الطّرادُ فقلْنا تلكَ عادتُنا- أو تنزِلونَ فإنّا معْشرٌ نُزُلُ
كان الأعشى يعتبر الشرّ في الطبيعة
البشرية قدراً ليس يدفع فهل غذّى فيه هذا الاعتقاد الكفاح في سبيل متع
الوجود وجعله يرتضي بالتالي مصيره، وهو مصير الورى جميعاً أي حتمية الزوال.

وأوجز ما يقال في الأعشى شاعراً، أّنه
صورة الرجل فيه: فقد كان جريئاً في غزله وخمرته وكانت جرأته واضحة المعالم
في صدق مقالته حين يمدح أو يفتخر أو يهجو وهكذا اكتسب شعره سيرورة ونزل من
القلوب منزلة رفيعة فكان أقدر الشعراء على وضع الرفيع، ورفع الوضيع، ويكفي
برهاناً على الطرف الآخر خبره من المحلَّق الكلابي وهو الخبر الذي تناقلته
كتب الأدب وجعلت منه مثالاً، لا لتأثير الشعر في نفوس العرب وحسب، بل
ولسموّ الشاعر في صنيعه وهو ما أتاح له أن ينتزع إعجاب الأدباء والشرّاح
من ناحية، وأن يتبوّأ بالتالي منزلة رفيعة في تاريخ الشعر الجاهلي، إن لم
نقل في تاريخ العربي على مرّ العصور.

ولئن تعذر أن نمضي على هذا المنوال،
في ثنايا شعر أبي بصير، المقدّم في نظر نفر صالح من النقّاد، على أكثر شعر
الجاهليين كافة، ولا سيّما في غزله ومدائحه وملاهيه وأوصافه. ولئن كنّا
نتجاوز المواقف المختلفة من سعي الأعشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ومسألة إسلامه فنحن نقف عند واحد جامع من آراء الشرّاح القدامى، نرى فيه
غاية ما نرمي إليه في هذا الموضع، قصدنا قول أبي زيد القرشي في جمهرته:
"الأعشى أمدح الشعراء للملوك، وأوصفهم للخمر، وأغزرهم شعراً وأحسنهم
قريضاً".

أما ديوان الأعشى فليس أقلّ من دواوين
أصحاب المعلقات منزلة عند النقّاد والرواة. عني به بين الأقدمين أبو
العباس ثعلب- كما ذكر صاحب الفهرست- ثمّ عكف الأدباء على ما جمعه ثعلب،
ينتقون منه القصائد والشواهد، وفي طليعة هؤلاء التبريزي الذي جعل قصيدة
الأعشى اللامية "ودّع هريرة" إحدى معلقات الجاهليين كذلك اعتبرت لامية
الأعشى: "ما بكاءُ الكبير بالأطلال" .. من المعلقات العشر في شرح آخر لتلك
القصائد. وبين المستشرقين الذين أكبوا على شعر أبي بصير جمعاً واستدراكاً
وشرحاً سلفستر دي ساسي (1826م- 1242هـ)، ثوربكه (1875م- 1292هـ)، ورودلف
جاير الذي أمضى نصف قرن في صحبة الأعشى وشعره، بحيث أصدر في (1928م-
1347هـ) ديوان الشاعر القيسي في طبعة بعنوان: "الصبح المنير في شعر أبي
بصير



المعلقة



موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Poem1
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.madmun.info/
Admin
المدير المؤسس
المدير المؤسس
Admin


ذكر
الحصان
عدد المساهمات : 6050
نقاط : 25371
احترام القوانين : 29
تاريخ التسجيل : 25/08/2009
العمر : 34
العمل/الترفيه : مصمم ومبرمج

موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص   موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Icon_minitimeالخميس أكتوبر 22, 2009 3:58 am

عبيد بن الأبرص


نحو (... - 25 ق. هـ = ... - 598 م)

هو عبيد بن الأبرص بن حنتم، وقيل ابن عوف بن جشم الأسدي، أبو زياد، من
مضر. اسم أُمّه أُمامة ولا يعرف زمن مولده. كان يُعدّ، في شعراء الجاهلية
من الطبقة الأولى، عاصر امرؤ القيس وله معه مناظرات ومناقضات، وعمر طويلاً
حتى قتله النعمان بن المنذر، وقد وفد عليه في يوم بؤسه. وهو شاعر من دهاة
الجاهلية وحكمائها، وأحد أصحاب المجمهرات المعدودة طبقة ثانية عن
المعلقات، على أن محمد بن سلاّم جعله في الطبقة الرابعة، وقال فيه: "عبيد
بن الأبرص قديم الذكر عظيم الشهرة، وشعره مضطرب، ذاهب لا أعرف إلاّ قوله
في كلمته: أقفر من أهله ملحوب، ولا أدري ما بعد ذلك".
وعبيد من سادات قومه وفرسانهم المشهورين، وكان في أيّامه حُجر بن الحارث،
أبو امرئ القيس الشاعر، ملكاً على بني أسد، فنادمه عبيد ثم تغيّر عليه
حُجر وطفق يتوعّده في شيء بلغه عنه، ثم استصلحه، فقال عبيد يخاطبه:
أبلغْ بني كرِبٍ عني وإخوتَهُ- قولاً سيذهبُ غوراً بعد أنجادٍ
ولما تمرّد بنو أسد على حُجر، وأبوا أن يدفعوا له الجباية، وقتلوا رسله،
غضب وسار إليهم بجنده، وأخذ سرواتهم، فجعل يقتلهم بالعصا، فسمّوا عبيد
العصا، وحبس منهم عمرو بن مسعود بن كندة بن فزارة الأسدي، وكان سيّداً،
وعبيد بن الأبرص، وأباح أموالهم وصيّرهم إلى تِهامة وأبى أن يساكنهم في
بلدٍ. فسارت بنو أسدٍ ثلاثاُ، ثم إن عبيداً قام فقال: أيّها الملك اسمع
مقالتي:
يا عين فابكي ما بني- أسد، فهم أهل الندامة
فرق قلبُ حُجر حين سمع قوله فبعث في إثرهم، فأقبلوا، ولم يطل الأمر حتى
ثاروا عليه وقتلوه، فهدّدهم ابنه امرؤ القيس بفرسان قحطان، وبأنّه سيحكِّم
فيه ظُبى السيوف وشَبَا الأسنّة شفاء لقلبه وثأراً بأبيه. فخاطبه عبيد
بقصيدة يفتخر فيها بمآتي قومه ويتحدّاه، قال:
يا ذا المخوّفُنا بقتل أبيه- إذلالاً وحينا
وعمّرَ عبيدٌ عمراً طويلاً جعله ابن رشيق ثلاثمائة سنة. ونحن نرى كما رأى
الأب شيخو في كتابه شعراء النصرانيّة: أن في هذا القول غلوّاً ظاهراً،
وأنّ سياق آثاره يدلّ على أنّه لم يتجاوز المئة. وعبيد من الشعراء
الجاهليّين الذين وضعت على موتهم الأساطير، شأن امرئ القيس والحلة
المسمومة، وطرفة وتفاصيل مقتله، وقد روى الأغاني أسطورة مقتله في صورتين
أخذ أولاهما كتاب شعراء النصرانيّة ورُويت الثانية في الديوان، وهي تختلف
بعض الاختلاف عمّا هي عليه في الأغاني.
أمّا الأولى فمسندةٌ على الشرقيّ بن القطامي، قال: كان المنذر بن ماء
السماء قد نادمه رجلان من بني أسد، أحدهما خالد بن المضلِّل والآخر عمرو
بن مسعود بن كَلَدة، فأغضباه في بعض المنطق، فأمر بأن يحفر لكلّ منها
حفيرة بظهر الحيرة ثمّ يجعلا في تابوتين ويدفنا في الحفرتين، ففُعل بهما
ذلك، حتى إذا أصبح سأل عنهما فأُخبر بهلاكهما، فندم على ذلك وغمّه، ثم ركب
حتى نظر إليهما فأمر ببناء الغَرِيّين فبنيا عليهما، وجعل لنفسه يومين في
السنة يجلس فيهما عند الغريّين أحدهما يوم نعيم والآخر يوم بؤس، فأوّل من
يطلع عليه في يوم نعيمه يعطيه مائة من الإبل شؤماً، أي سوداً، وأول من
يطلع عليه يوم بؤسه يعطيه رأس ظَرِبان أسود، ثم يأمر به فيذبح ويغرّى بدمه
الغريّان.
فلبث بذلك برهة من دهره. ثم إن عبيد بن الأبرص كان أوّل من أشرف عليه يوم
بؤسه فقال: هلاّ كان الذّبحُ لغيرك، يا عبيد فقال: أتتك بحائن رجلاه،
فأرسلها مثلاً.
فقال المنذر: أو أجلٌ بلغ أناه. ثم قال له: أنشدني فقد كان شعرك يعجبني.
فقال حال الجريض دون القريض، وبلغ الحِزام الطِّبيين، فأرسلها مثلاً. فقال
له آخر: ما أشدّ جزعك من الموت! فقال: لا يرحلُ رحلك من ليس معك، فأرسلها
مثلاً. فقال له المنذر: قد أمللتني فأرحني قبل أن آمر بك! فقال عبيد: من
عزّ بزّ، فأرسلها مثلاً. فقال المنذر: أنشدني قولك: "أقفر من أهله ملحوب"
فقال:
أقفر من أهله عبيدُ- فليس يُبدي ولا يُعيدُ
عنّت عنّةٌ نَكودُ- وحان منه لها وُرودُ
فقال له المنذر: يا عبيد! ويحك أنشدني قبل أن أذبحك. فقال عبيد:
واللهِ إن متُّ لما ضرّني- وإن أعِش ما عشتُ في واحدة
فقال المنذر: إنّه لا بدّ من الموت، ولو أن النعمان، أي ابنه، عرض لي في
يوم بؤس لذبحته، فاختر إن شئت الأكحل، وإن شئت الأبجل، وإن شئت الوريد.
فقال عبيد: ثلاث خصال كسحابات عاد واردها شرّ وُرّاد، وحاديها شرّ حاد،
ومعادها شرّ معاد، ولا خير فيها لمرتاد، وإن كنتَ لا محالة قاتلي، فاسقني
الخمر حتى إذا ماتت مفاصلي وذَهِلت ذواهلي فشأنك وما تريد. فأمر المنذر
بحاجته من الخمر، حتى إذا أخذت منه وطابت نفسه دعا به المنذر ليقتله، فلما
مثل بين يديه أنشأ يقول:
وخيّرني ذو البؤس في يوم بؤسه- خَصالاً أرى في كلّها الموتَ قد برَقْ
كما خُيّرتْ عادٌ من الدّهر مرّةً- سحائبَ ما فيها لذي خِيرةٍ أنَقْ
سحائب ريحٍ لم تُوكَّل ببلدةٍ- فتتركها إلاّ كما ليلةِ الطّلَقْ
فأمر به المنذر ففصد، فلما مات غذي بدمه الغريّان. وقد يضرب المثل بيوم
عبيد، عند العرب، لليوم المشؤوم الطالع. أما رواية مقتله في الديوان، فقد
رويت في الأغاني أيضاً عن هشام بن ال***ي، على شيء من الاختلاف، كما أشرنا
إليه سابقاً، قال: وكان من حديث عبيد وقتله أن المنذر بن ماء السماء بنى
الغريّين، فقيل له: ماذا تريد بهما وكان بناهما على قبري رجلين من بني أسد
كانا نديميه: أحدهما خالد بن نضلة الفقعسيّ، وكان أُسر يوم جبَلة، والآخر
عمرو بن مسعود. فقال: ما أنا بملك إن خالف الناس أمري؛ لا يمرّ أحد من
وفود العرب إلا بينهما. وكان له في السنة يومان معروفان بيوم بؤس ويوم
نعمة، فكان إذا خرج في يوم بؤسه يذبح فيه أوّل من يلقاه كائناً من كان؛
وإذا خرج في يوم نعمته يصِل أوّل من يلقاه ويحبوه ويُحسن إليه. فبينما هو
يسير في يوم بؤسه إذ أشرف له عبيد، فقال لرجل ممّن كان معه: من هذا الشقيّ
فقال له: هذا عبيد بن البرص.
فأُتي به فقال له الرجل: أبيت اللعن اتركه، فإن عنده من حسن القريض أفضل
ممّا تدرك في قتله، مع أنّه من رؤساء قومه وأهل النجدة والشأن فيهم، فاسمع
منه وادعه إلى مدحك، فإن سمعت ما يعجبك كنت قد عفت له المنّة فإن مِدْحَته
الصنيعة. فإن لم يعجبك قوله كان هنيئاً عليك قتله، فإذا نزلنا فادع به!
قال: فنزل المنذر، فطعِم وشرب، وبينه وبين الناس حجاب يراهم منه ولا
يرونه، فدعا بعبيد من وراء الستر فقال له رديفة: ما ترى يا أخا أسد. قال:
أرى الحوايا عليها المنايا. قال: فعليك بالخروج له ليقرّبك ذاك من الخلاص.
قال: ثكلتك الثّواكل، إنّي لا أعطي باليد، ولا أُحضر البعيد، والموت أحبّ
إليّ. قال له الملك: أفقلت شيئاً. قال: حال الجريض دون القريض. قال
المنذر: أنشدني من قولك "أقفر من أهله ملحوب". قال عبيد:
أقفر من أهله عبيدُ- فليس يُبدي ولا يُعيد
قال: أنشدنا أيضاً! فقال:
هي الخمر تكنى بأمّ الطّلاء- كما الذّئبُ يدعى أبا جعدةِِ
فقال: قل فيّ مديحاً يسير في العرب! قال: أمّا والصَّبّار فيما عجل فلا!
قال: نطلقك ونحسن إليك. قال: أمّا وأنا أسير في يديك فلا. قال: نردّك إلى
أهلك ونلتزم رفدك. قال: أمّا على شرط المديح فلا! قال عبيد:
أوَصيِّ بَنِيّ وأعمامهم- بأنّ المنايا لهُم راصده
لها مدّةٌ، فنفوسُ العِباد- إليها، وإن جهَدوا، قاصِده
فوالله إنْ عشتُ ما سرّني- وإن متُّ ما كانت العائده
فقال بعض القوم: أنشِد الملك! قال: لا يرجى لك من ليس معك. قال بعضهم من
القوم: أنشد الملك! قال: وأُمِرَّ دون عبيده الوَذَمُ. قال له المنذر: يا
عبيد أي قتلة أحبّ إليك أن أقتلك. قال: أيّها الملك روّني من الخمر
وافصدني، وشأنك وشأني. فسقاه الخمر ثم أقْطَعَ له الأكحل فلم يزل الدم
يسيل حتى نفد الدم وسالت الخمر، فمات. فهذا الاختلاف في الروايات يحمل على
الشكّ في صحة تفاصيل هذه الأسطورة، وإن يكن لا ينفي مقتل الشاعر بأمر
المنذر.
والذي يعزّز الشكّ هو التطويل والتكرار المملاّن في الحوار، فكأنّهما كانا
مقصودين لإيراد الأمثال التي عزيت إلى عبيد. ثم ما معنى قول عبيد: حال
الجريض دون القريض، ثم إنشاده المنذر مقطوعتين إلاّ إذا كان أراد الشاعر
بحيلولة الجريض دون مدح المنذر لا غير. ثم هل من الممكن أن يرفض عبيد مدح
المنذر بعد أن وعده هذا بالحياة والإحسان إليه إنْ قال فيه شيئاً، ويؤثر
الموت مفصوداً. أما الأبيات التي وردت في الديوان في سياق رواية مقتل لبيد
واستهلّت بقوله:
مهلاً، أبيتَ اللّعن مهـ- لاً إنّ فيما قلتَ آمه
فهي بعض أبيات القصيدة التي أنشدها عبيد حجراً ملك بني أسد لما صيّر
الأسديّين إلى تهامة، ولم يَرِد في شعراء النصرانيّة ولا في الأغاني أنّه
خاطب بها المنذر. وثمّت أسطورتان عن عبيد لا يمكن العقل أن يقبلهما روى
إحداهما الأغاني عن ابن الأعرابي وأبي عمرو الشيباني، ورويت في الديوان
وفي شعراء النصرانية وهي: أنّ عبيداً كان رجلاً محتاجاً ولم يكن له مال،
فأقبل ذات يوم ومعه غُنَيمة له، ومعه أخته ماويَّة، ليوردا غنمهما، فمنعه
رجل من بين مالك بن ثعلبة وجبَهه، فانطلق حزيناً مهموماً للذي صنع به
المالكي، حتى أتى شجرات فاستظل تحتهنّ، فنام هو وأخته، فزعموا أن المالكي
نظر إليه، وأخته إلى جنبه، فقال:
ذاك عبيداً قد أصابَ ميّا- يا ليته ألقَحَها صَبيّا
فحملت فوضعت ضاوِيّا
فسمعه عبيد فرفع يديه ثم ابتهل: اللهمّ! إن كان فلان ظلمني ورماني
بالبهتان فأدِلْني منه، أي اجعل لي منه دولة وانصرني عليه، ووضع رأسه فنام
ولم يكن قبل ذلك يقول الشعر. فذُكر أنّه أتاه آت في المنام بكُبّة من شَعر
حتى ألقاها في فيه ثم قال: قم، فقام يرتجز يعني مالكاً، وكان يقال لهم بنو
الزِّنية، يقول:
يا بني الزِّنيَةِ ما غرَّكُمُ، لكم الويلُ، بسربالٍ حُجُرْ
ثم استمر بعد ذلك في الشعر وكان شاعر لبني أسد غير مدافع. أما الأسطورة
الثانية فقد رواها الأغاني عن ابن ال***ي عن أبيه، ورويت في شعراء
النصرانية ولم تروَ في الديوان. قال صاحب الأغاني: قرأت في بعض الكتب عن
ابن ال***ي عن أبيه، وهو خبر مصنوع يتبيّن التوليد فيه: أن عبيد بن الأبرص
سافر في ركب من بني أسد، فبينا هم يسيرون إذا هم بشجاع يتمعّك على
الرمضاء، فاتحاً فاه من العطش. وكانت مع عبيد فضلة من ماء ليس معه ماء
غيرها، فنزل فسقاه الشجاع عن آخره حتى روي، واستنعش، فانساب في الرمل،
فلما كان من اللّيل ونام القوم ندّت رواحلهم فلم يُرَ لشيء منها أثر فقام
كلّ يطلب راحلته فتفرّقوا، فبينا عبيد كذلك، وقد أيقن بالهلكة والموت، إذا
هو بهاتف يهتف به:
يا أيّها الساري المُضلّ مَذهبَهْ- دونك هذا البَكْرَ منّا فاركَبَه
وبَكْرك الشاردَ أيضاً فاجنبَهْ- حتى إذا الليلُ تجنّى غَيهبُه
فحُط عنه رحلّهُ وسيِّبهْ-
فقال له عبيد: يا هذا المخاطب! نشدتك الله إلاّ أخبرتني من أنت . فأنشأ يقول:
أنا الشجاعُ الذي ألفيته رَمضاً- في قفرة بين أحجار وأعقادِ
فجدتَ بالماء لما ضَنّ حاملُهُ- وزدت فيه ولم تبخل بأنْكادِ
فركب البكر وجنب بكره فبلغ أهله مع الصبح فنزل عنه وحلّ رحله وخلاّه، فغاب
عن عينه، وجاء من سلم من القوم بعد ثلاث. وشعر عبيد منشور في كتب الأدب،
وله ديوان عثر على مخطوطته المستشرق الإنكليزي العلاّمة السر تشارلس
ليّال، فحقّقه وطبعه وعلّق حواشيه، وألحق به في ملحق وذيّل ما وجده لعبيد
من شعر في كتب العرب، ونقله إلى الإنكليزية، ومهره بفهارس متعدّدة كلّها
جزيل الفائدة.
وهذا الشعر هو شعر الجاهلية الأولى بما فيه ماديّة وفطريّة وأنفة، وصدق،
وغلوّ في الفخر؛ وبما فيه من تعدّد المواضيع في القصيدة الواحدة، والوقوف
على الأطلال والبكاء عليا، وسؤالها عن الأحبّة، ووصف للظعائن، ورسم مخطَّط
جغرافي للأماكن التي تمرّ بها، وبما يحتويه من وصف الناقة وتشبيهها بالثور
الوحشي، ثمّ الانصراف إلى الفخر والتغني بأمجاد القبيلة التي ينتمي إليها
الشاعر، أو إلى الغرض الذي شاء أن يرمي إليه. ولغة عبيد خشنة جافية،
وحشيّة الألفاظ أحياناً، وبعض قوافيه عويص كالصاد والضاد والطاء، مما لا
يمكن فهمه دون اللجوء إلى المعاجم. وربما مرّت بك ألفاظ لا يمكن أن يعاد
اشتقاقها إلى مادة لها صريحة في كتب اللغة.



المعلقة



موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Poem7
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.madmun.info/
العراقي

avatar


الحصان
عدد المساهمات : 35
نقاط : 41
احترام القوانين : 10
تاريخ التسجيل : 08/01/2010
العمر : 33

موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Empty
مُساهمةموضوع: رد: موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص   موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص Icon_minitimeالجمعة يناير 08, 2010 1:58 pm

شكرااااااااااااااااااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
موسوعه شامله المعلقات العشر..تحفه ومعجزه فنيه.من تجميعى الخاص
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موسوعه الأثاث المكتبي
» موسوعه استيلات عن شهر رمضان
» اكبر موسوعه تهتم باناقة البنات
»  آغرب 6 حآلآت وفآة في العآلم في موسوعه جينيس
» !!!موسوعه برامج Dark Flash لأحتراف صيانه الموبايل!!!.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دندشة مصرية :: القسم الادبى Arts Section :: شعر poems و خواطر-
انتقل الى: