دندشة مصرية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


دندشة مصرية منتدى اخبارى يهتم بالرياضة والاخبار العربية والعالمية واجمل الصور الجميلة المجانية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جدران الصمت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
no name1

no name1


الديك
عدد المساهمات : 558
نقاط : 1689
احترام القوانين : 13
تاريخ التسجيل : 22/07/2011
العمر : 30

جدران الصمت Empty
مُساهمةموضوع: جدران الصمت   جدران الصمت Icon_minitimeالسبت يوليو 23, 2011 6:55 pm

جدران الصمت

الكل من حوله يصدقون إلا هو َ.. ، الكل من حوله يهللون إلا هو َ.. ، يقف صامتاً مشدوهاً ويعتصر كيانه سؤال واحد ..، هل حقاً نستطيع ؟؟..، وهل حقاً فعلوها ؟؟.. ، يتذكر أنه كان فقط البارحه يحمل كتابه .. ، ويجلس فى مقهاه المعتاد ..على حاسبه الإلكترونى لينفث فيه كل أحلامه وطموحاته ... وينفث فيه كل غضبه وأحزانه ... ويداوى كل جراحه تلك بأغنيه تعيش فى وجدانه منذ أن كان طفلاً .. ويخرج بعدها للدنيا وكل كيانه محقون بمسكنات لاهبه
لاتحرق فقط إلا أحلامه .. فدنياه تلك لا تقتات إلا بهذا ...
ولكن اليوم مختلف فكل الوجوه قد أزاحت عن أحلامها تلك المسكنات .. وباتت تبحث لها عن غذاء آخر تقتات عليه ... يمشى بين الجموع .. ، يسقط من حوله بعض الأفراد صرعى بحثهم ..وينزف آخرون ... ينظر إلى تلك المشاهد كلها وكيانه يهتف لمن حوله ..إرجعوا ..!!! ، لن تفلحوا !!!
ولكنهم لم يعبئوا بالموت الذى يتناثر حولهم .. فكيف يعبئون بكيان هاتف؟؟!!!
تفزعه المشاهد ... ، ويملأه الخوف ..ينكمش فى أحد الأركان .. ، يرى تلك الأم التى تصرخ فى ولدها ليرجع عن الطريق .. ولكنه يأبى .. فيحصده البحث .. ولكن أمه لاتبكى ولا تصرخ وليدها بل تحمل ( حلمه ) مره أخرى .. كما حملته فى ميلاده ..، وتمضى فى نفس الطريق .. عازمه على
أن تقطعه إلى نهايته كما كان يبغى صريعها ...، والجميع من حولها يهللون ، لقد رحل الموت !!!لقد سقط الموت !!! ، الجميع يصدقون حتى هوَ ..!!
بدأت ملامحه تكتسى يالإيمان ... إيمان الرحيل .. وتلك الحروف التى لا طالما نهشت كيانه تتماسك فى سرعه .. مكونة كلمات .. وبدأت تتجه من صمت وجدانه إلى صوت لسانه
الخوف يمسك بشفتيه فى قوه شديده ... فلم يعتد هذا الثوران .. ولكنه يتجرأ .. ترتفع شفتاه بصعوبه لكى ينطق ... ولكن الخوف سرعان ما يطبق عليها ... يحاول مره أخرى .. ولكنه حقاً لا يستطيع فهو لاطالما كان مؤمناً فى سره ... ولم يجهر بإيمانه قط ... بل إعتاد فقط أن ينظر إلى الآخرون ليجهروا بها .. بينما هوَ فى مأمن فى مقهاه ...أو ينظر إليهم من خلف حاجز زجاجى
فجأه .. تحرر يداه .. وتكسر حاجز الخوف الثقيل ... لتلوح ولأول مره .. صارخة ً بحياة الحلم ..تتأرجح يداه يمنة ويسره ... وفى كل مره تطرق أبواب الصمت .... حتى يستيقظ الحلم من ثباته
تتأرجح يداه يمنة ويسره ... وفى كل مره تهوى على قيد جديد ( من قيود لسانه ) فتحطمه لتذروه الرياح بعيداً عن طوفانه
وهنا ... جاءت الصرخه ، كانت مؤلمه ... حملت كل آهاته الحبيسه التى تعاظمت ... حتى بلغت عنان روحه ... كانت من القوه بحيث تجاوزت حد سمعه .. فلم يسمعها ، كان متأكداً أنه فعلها وصرخ ... ولكنه ظل حائراً من أمره .... كيف لم يسمعها؟؟ ... فصرخ مره أخرى .. ولكنه أيضاً
لم يسمعها ..!!! ، فصرخ وصرخ وصرخ ..... ولكن جدران صمته كانت من القوه بحيث إحتملت كل ثورته تلك .... وأكتشف أن صوته لم يتجاوز شفتيه حتى الآن ... فأكتفى بأن يمشى بينهم حتى إنتهى اليوم ...
وفى اليوم التالى كان أول من حضر ... تبدأ المسيره ..وهو فى أول الصفوف ولكن عندما يشعر بالخطر ويأتى الموت ليحصد الحلم .... يتراجع ويتراجع حتى يصبح فى الصف الأخير .. يستجمع شتات نفسه ويشجعها .. ويرجع إلى الصف الأول .. ولكنه لا يحتمل كل هذه الدماء .. كما أنه أيضاً يخاف على والديه إذا ما سقط ... هكذا يحدث نفسه .. ولكن الحقيق التى تستقر فى عينيه تحدثه بأنه جبان .. فلم يكتفى بأن يكون حبيس الصوت .. بل هو أيضاً ضعيف القلب ..وقبل أن يستمر فى إسترساله سمع ذالكم الحديث الذى يدور بين الجميع عن تلك الورده الجميله التى تأسر الألباب .. والتى تظهر عندما يواجهون الخطر ... وتساءل فى نفسه .. عن أى وردة ٍ تلك التى يتحدثون عنها ؟؟
ومرت أيام كثيره وهو على تلك الحاله ... وهو يحاول أن يثبت فى الصف الأول ولكنه لايستطيع .. حتى جاء اليوم الأخير ... فالكل يتوقع النهايه فى هذا اليوم ... والكل لاينتظر خطراً .. فبرغم ما حصده الحلم فى طريقه
إلا أنه يبدوا أنه إكتفى فى النهايه ... وأنهم إنتصروا عليه ... كان أكثرهم فرحاً .. فأنعكس ذلك على مظهره وعلت وجهه إبتسامه .. بدت كأنها تعانق الجميع فى حبور ... ولم يعبأ فى هذه المره بمحاولة مواجهة مخاوفه
فترك الصف الأول ... ووقف فى منتصفهم .. منتظراً أن يسمع ذالكم الحلم ، الذى حصد فى طريقه الكثير وبينما هم كذلك ....
إذ دخل عليهم كابوس ، ليسرق منهم الحلم ... دخل عليهم فجأه .. فلم يملك أحداً إلا أن يهرول من أمامه مسرعاً خشية َ أن يختطف حياته .. أما هوَ فظل جامداً لبضعة ثوان لا يفهم ما يحدث ... ولكنه إستفاق على محاولة قدميه
الإسراع به بعيداً عن مجرى الحدث .. وفى تلك اللحظه وقعت عيناه عليها ... تلك الوردةِ البيضاء .. بدت كأنها تناديه
أو تستعطفه البقاء .... أسرت فؤاده من همسةِ واحده ... الكل يهرول من
حوله .. ولكنه ظل ثابتاً وهو يصرخ... رأيتها .... رأيتها ... ها هى ذى ...
ها هى ذى ... ولكن أحداً لا يلتفت إليه ... يفرك عينيه بأصابعه
ملتمساً
منها معاونته على تصديق ما يرى ... وقد كان غر يباً ما يرى !!!! .. فتلك
الورده بدت وحولها أطياف من نور لوجوه كلها مألوفه .... سارع الخطى فى
إتجاهها ...وكأنما إستعذب صوته ... أو توحشه .. فهمسة ِ منها
كانت كافيه لتمزق جدران
صمت صوته الحبيس ... سارع الخطى فى إتجاهها وهو لايخشى شيئاً .. حتى
ذالكم الكابوس الذى يفر من الجميع .. وفى كل خطوة يقترب منها ... وفى كل
خطوه تتضح أكثر وأكثر .. وتتقافز المشاهد أمام عينيه ... فهذه الصوره ..
عندما جاء إلى الدنيا والجميع من حوله فرح به .... وهذه الصوره
عندما ودع طفولته وذهب أول يوم إلى مدرسته ... وهذه الصوره ... عندما تعرف على أعز أصدقائه

وهذه الصوره ... عندما أحب .. وعندما رحلت حبيبته عنه ... وإستسلم بعدها لليأس ورسب عاماً فى دراسته وهذه الصوره عندما تزوجت أخته ..وعندما شاهد أبيه وهو يرقص لأول مرة ِ فى حياته .. كما لم يفعل من قبل
ملايين الذكريات ... التى توارت فى عالم النسيان ... أقبلت من جديد .. أقبلت لتذكره بأنه لازال على قيد الحياه أو لتذكره بأنه لازالت هناك حياه .. ولكنها تحتاج إلى هبه !!! .. ومع آخر خطوة ِ جاءت صوره مغايره .. صوره
لطيف جديد يحلق مع الأطياف الأخرى ... ويدور فى سعاده حول تلك الورده ..وهنا
أدرك الصف الأول .. الذى لاطالما فرمنه .. هاهو يقف فيه الآن بمفرده ..
وهنا أصابته ضربه سكين مشحوذه ..فسقط على الأرض متألماً .. وهنا رأى طفل
صغير يبتسم .. ويلوح له فى حماسه .. كما كان يفعل

وهو طفل عندما يتحقق شىء يريده ... بدت إبتسامته مألوفه ... حاول أن يبتسم له أيضاً .. ولكنه فشل ولكن طيفاً شبيهاً به جاء إلى جوار الطفل .. وربت على كتفه مبتسماً له وقائلاً كل كلمه كان يريد أن يقولها له .
__________________
حياتى تختبر تجاربى البسيطه فيها ،
وكل يوم أشعر أننى لست أهل لـــ آلآعيبها ، ولكننى أتعلم كل يوم حيل جديده
مجحفه بكل قناعاتى فى إنتظار يوم واحد أتمنى أن أكون أهل له
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جدران الصمت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دندشة مصرية :: أهلا بيك فى المنتدى :: قوضة الجلوس Arafa sit :: قسم الخواطر و الشعر العربي-
انتقل الى: